أكد المرشح الرئاسي المصري حمدين صباحي أن الشعب لن يسمح بحدوث تزوير فى نتائج الانتخابات الرئاسية. قائلا إن الناخبين سيرفضون إعطاء أصواتهم لرجال النظام الذين يسعون للعودة للمشهد السياسي من نافذة الانتخابات. وقال في حوار أجرته «عكاظ» إنه في حالة فوزه بمنصب الرئاسة فإنه سيدافع عن حقوق كل من ينتمي للتيار الإسلامي . كما تعهد أنه سيدخل القصر الرئاسي فى صحبة أهالى الشهداء والمصابين فى ثورة 25 يناير. وفيما يلي نص الحوار : • بداية هناك اتهامات بتلقيكم تمويلا لدعم حملتكم من الخارج ماهو تعليقكم ؟ • هذا غير صحيح، لم أحصل على أموال من الخارج وما يثيره بعض المرشحين المنافسين من شائعات فى هذا الخصوص هو محض افتراءات. • ولكن البعض يشير إلى حصولك على أموال من القذافي، وصدام حسين لتمويل حزب الكرامة؟ • قلت لكم هذا غير صحيح و «عمري ما أخذت مليما من الخارج». • هناك أيضا اتهامات تؤكد وقوفك إلى جانب النظم الاستبدادية فى المنطقة والتى تغلف شعاراتها السياسية بغطاء عروبي قومي ما هو ردكم؟ • أرجو أن يكون هذا آخر اتهام لأن حوارنا حول الانتخابات وليس للاتهامات . ولقد أعلنت أنني ضد التوريث. عندما ورث حافظ الأسد حكم سورية لابنه بشار، و قلت من قبل أيضا إن مثلي هو الزعيم الراحل جمال عبد الناصر حيث إنه قام بثورة 1952 لأن القوى السياسية المصرية آنذاك كانت عاجزة عن القيام بثورة، كما أن ثورة 52 قام بها ضباط أحرار ، وثورة25 يناير قام بها مواطنون أحرار ولذلك لابد أن يحكموا مصر. • ما قولك فيما يتردد بشأن إمكانية التساهل وحدوث مخالفات فى انتخابات الرئاسة؟ • لقد تسامح المصريون في إطالة أمد الفترة الانتقالية ولكننى أعتقد جازما أنه لا تسامح مطلقا في دم الشهداء، ولن يسمح الشعب بحدوث تزوير فى نتائج الانتخابات الرئاسية، بل إننى سأدعو الشعب للثورة إذا فاز أحد فلول النظام السابق بالرئاسة والخروج إلى الشارع لإحداث ثورة جديدة وسأقول لأنصارى: لا تهتفوا لي، بل اهتفوا لمصر وللثورة وللشهداء فقط ، وأرى أنه يجب محاكمة كل من تورط في قتل الشهداء وامتهان كرامة الجرحى، وإذا وفقنى الله وفزت فى الانتخابات الرئاسية فإننى سوف أدخل قصر الرئاسة فى صحبة أهالي الشهداء والمصابين فى ثورة 25 يناير، وهذا التزام مني وواجبي تجاه أولئك الذين لم يحصلوا حتى الآن على التكريم المناسب سواء كان ماديا أومعنويا. • الطبقات الغنية تعتبرك مرشح الفقراء ويخشون من وصولك للرئاسة حتى لا تكرر تجربة التأميم ماهو تعليقك؟ • هذا غير صحيح، ولن أعمل على إفقار الأغنياء، بل أتعهد أن تكون سياساتي تستهدف تنمية مشروعاتهم وازدهارها وفى نفس الوقت الحفاظ على موارد الدولة من الضرائب والقضاء على الفساد والرشوة والمحسوبية التي تعرقل طريق استثماراتهم فى مصر. وأتعهد بمحاربة توحش الرأسمالية والاحتكارات فى السلع الجماهيرية . وفى عهدي لن ينشأ محتكر مثل أحمد عز فى الحديد أو غيره فى الأسمنت وغيرها من السلع. لأن تلك الاحتكارات تضر بالاقتصاد الوطنى وفي نفس الوقت أتعهد أيضا بالعمل على تحقيق الأمن في مصر بما يساعد المناخ الاستثماري، ورفع الحد الأدنى للأجور إلى1200 جنيه، ورفع ميزانية الضمان الاجتماعي ثلاث مرات، وأعتقد أنه بمقدوري جعل مصر خلال ثماني سنوات فقط تتخلص تماما من ظاهرة الفقر المدقع، و تنتهي تماما ظاهرة من لا يجد قوت يومه فى مصر. وفي الحقيقة أن الفلاحين فى أوروبا يحصلون على حقوقهم، بينما الفلاح في مصر يسرق عن طريق بيع المحصول بأضعاف ما يتم الشراء به منه وإذا قمنا بدعم الفلاح سنمتنع عن استيراد المحاصيل من خارج مصر وسنتمكن من العودة مرة ثانية لأن تكون مصر هي بلد الزراعة ويكون «أكلها من فأسها وقرارها من رأسها». • البعض يشير إلى وجود علاقات خفية بينك وبين جماعة الإخوان وعقدكم صفقة معهم تقضي أن يكون واحدا منهم نائبا لكم إذا فزت بالرئاسة وأن يتم اختياركم نائبا للرئيس إذا فاز مرشحهم مرسي، ما قولكم ؟ • هذه اتهامات لا تستحق حتى مجرد الرد عليها لأنها غير صحيحة جملة وتفصيلا، ولكننى أقول إن الإخوان جزء أصيل من الحركة الوطنية رغم اختلافي معهم في عملية «التكويش» على مناصب الدولة، ولو أصبحت رئيسا سأدافع عن حقوق كل من ينتمي للتيار الإسلامي الذي أختلف معه. • يقال إنكم داعبتم منافسك المرشح أحمد شفيق وقلتم له «أنت فى قلبي» مما أعطى مؤشرا أنك تدافع عن فلول النظام ؟ • ما قلته تحديدا هو أننى أكن لأحمد شفيق احتراما على المستوى الإنساني. أما الموقف السياسي فهو واضح أنني لن أسمح كمواطن لرجال النظام السابق الذين خرجوا من باب الثورة أن يعودوا للمشهد السياسى من نافذة الانتخابات، ورأيي في شفيق أنه كان من المفترض أن يتم عزله سياسيا. هناك جرائم متعلقة بالمال وهذه يمكن التصالح بشأنها لكن قتل الشهداء لا يمكن التفاوض فيه، ونحن بصدد بناء دولة القانون ولن يكون هناك أحد فوق المحاسبة حتى رئيس الجمهورية. • ملف العلاقات الطائفية سيكون أول التحديات التى تواجه الرئيس المقبل، ما هو تصوركم للتعامل معها؟ • أتعهد بالحفاظ على الوحدة الوطنية وسأكون مسؤولا عن أي حادث طائفي يقع فى فترة رئاستى، وسوف أتعامل مع هذه الموضوعات بمنتهى الحزم والجدية والسرعة المطلوبة، أما بالنسبة للمظاهرات الفئوية فإننى سأعمل على إنشاء شرطة مكافحة الشغب مهمتها الحفاظ على المظاهرات وليس العمل على فضها وتفريقها، ولا أتوقع خروج مظاهرات فئوية في عهدي، وإن حدث ذلك سوف أتنحى فورا لأني لا أقبل أن أكون رئيسا غير مرغوب فيه من قبل شعبه. • هل أنت سبب فى توتر علاقات مصر مع بعض الدول العربية ؟ • أولا أنا عروبي قومي وأنتمي لهذا التيار السياسي المصري، فكيف لعروبي مثلي أن تؤدي سياساته إلى توتر علاقات مصر مع العرب، كما أننى أريد إقامة علاقة بين الأمة العربية بكاملها والمنافسون والخصوم يحاولون تشويه صورتي. وأؤكد لك أن السياسة الخارجية لمصر فى عهد صباحي ستعمل لصالح مصر فقط، وسوف أسعى لتحقيق علاقات متميزة لمصر على المستوى العربي والأفريقي والإسلامي، وهذه العلاقات تصنعها المصالح، كما سأعمل على بناء علاقة قوية ومستقرة مع الجميع.