ما أن تتلبد سماء مركز أبوجميدة في الخرمة بالغيوم، حتى يرفض أولياء الأمور إرسال أبنائهم إلى المدرسة الابتدائية في المركز، خشية هطول الأمطار، التي قد تسبب أضرارا جسيمة بالمبنى المتهالك الذي يتلقى فيه الصغار العلم. وبات الأهالي حائرين بين رغبتهم في تدريس أبنائهم والمخاوف التي تعتريهم خشية تعرضهم لأي مخاطر من المنشأة الهشة، متسائلين عن أسباب تعثر المبنى الحكومي للمدرسة المزمع نقلهم إليه منذ نحو 4 أعوام. وطالب سعد سفر مراقب وزارة التربية والتعليم بالإسراع في تشييد مقر المدرسة الحكومي المتعثر منذ4 سنوات، مشيرا إلى أن مخاوفهم تزداد على صغارهم حين ذهابهم للمدرسة، خصوصا عند هطول الأمطار التي تتسرب إلى الكهرباء داخل المبنى الشعبي المتهالك. بدوره، رأى ناصر السبيعي أن مبنى المدرسة الحالي مصدر خطر على الصغار بسبب وقوعه جوار طريق الخرمة الرياض السريع والذي يزدحم بالشاحنات والسيارات المسرعة، مستذكرا حادثا مروريا وقع قبل سنوات عدة أدى إلى اقتحام صهريج ملعب المدرسة وفناءها الذي يفتقد لأبسط وسائل السلامة. واستغرب عدم نقل الطلاب إلى مبنى حكومي يتوافر به الحد الأدنى من وسائل السلامة، بدلا من المخاطرة بأرواحهم في مقر شعبي متهالك، ملمحا إلى أن لجنة من وزارة التربية والتعليم وقفت على المبنى وأيدت انتقاله لمقر حكومي. من جهته، شدد مقعد سعد السبيعي على أهمية أن توفر إدارة التربية والتعليم مبنى بديلا مؤقتا ريثما يجهز المبنى الحكومي، موضحا أن أولياء الأمور يعيشون على أعصاب حتى يعود أبناؤهم من المدرسة سالمين، مناشدا وزير التربية والتعليم بتكوين لجنة لتقف على المدرسة وترى ما يعيشه الطلاب والمعلمون من معاناة على أرض الواقع. بينما أكد محمد سعود السبيعي أن المدرسة تفتقر إلى أبسط مقومات السلامة، موضحا أن الوضع يدعو للرأفة بحال طلاب المدرسة الذين تحرص الدولة على توفير الرعاية والاهتمام الصحي والتعليمي لهم، ملمحا إلى أن الطلاب يتعلمون في ظروف غير صحية. في المقابل، أوضح مصدر في إدارة التربية والتعليم في الطائف أن الإدارة تهمها مصلحة الطلاب في جميع المدارس، مشيرا إلى أن قسم التجهيزات والمباني المدرسية في الإدارة يعاني تعثر وتأخير عدد من المقاولين الذين تم التعاقد معهم في غالبية مدارس الطائف وفي المكاتب الخارجية. وبين أنهم استأنفوا حاليا تنفيذ مشروع مدرسة أبوجميدة بعد أن تعثر في السابق، ملمحا إلى أنهم بدأوا إكمال تشييد المبنى مع المقاول السابق نفسه، بعد أن اشترطوا عليه سحب المشروع منه في حال تأخر أو تعثر. وأفاد أنهم اشترطوا على المقاول سرعة الإنجاز للتعويض عن أيام التأخير والقيام بجميع الأعمال التي يحتاجها المبنى بدرجة مكثفة، مؤكدا حرص الإدارة على سرعة التنفيذ من أجل توفير بيئة تعليمية مناسبة لطلاب المدرسة.