لا شك أن قرار تعيين المهندس عباس هادي نائبا لوزير الإسكان يعكس استشعار خادم الحرمين الشريفين لأهمية توفير المسكن المناسب لكل مواطن، بعد أن ارتفعت أسعار الأراضي والإيجارات بصورة غير مسبوقة في السنوات الأخيرة. وإذا كان البعض يعول الكثير على هادي في تحقيق اختراق نوعي في ملف الإسكان الساخن منذ سنوات، خاصة وأنه قادم من مدرسة أرامكو المعروفة بالحزم والدقة في الأداء، فإن الحكم عليه ينبغي أن يكون مقترنا بحجم الإنجاز على أرض الواقع وليس التصريحات أو التمنيات الطيبة أو التبريرات المعتادة عند الفشل. وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، فلعلي أعيد ما سبق وأن قلته في هذه المساحة خلال الأسابيع الماضية بشأن معدلات الأداء البطيئة في تنفيذ مشروع ال 500 ألف وحدة سكنية التي رصد لها 250 مليار ريال، ودعواتي الملحة بضرورة العمل على أكثر من محور لتسريع الإنجاز في ظل غليان السوق حاليا. إن قطاع الإسكان يعاني من تحديات عديدة من أبرزها عدم تطوير عشرات المخططات التي تم توزيعها خلال السنوات السابقة لعدم ربط التوزيع بإيصال الخدمات الأساسية، وكذلك الارتفاع الكبير في سعر الفائدة على قروض البنوك لشراء المساكن، وهو ما ينبغي على نائب الوزير العمل على حله بالتعاون مع مؤسسة النقد والبنوك. أما الأمر الأهم الذي يجب العمل عليه بقوة حاليا هو تنفيذ مشاريع الإسكان الجارية بمختلف المناطق بجودة عالية حيث تحفظ ذاكرة البعض مساوئ الكثير من المشاريع الحكومية، التي بدأت عيوبها الإنشائية والفنية خلال الشهر الأول من السكن بها. ولعل ذلك الأمر يتطلب ضرورة التعاقد مع مقاولين يتمتعون بسمعة جيدة وقادرين على التنفيذ في المواعيد المحددة وبجودة عالية . كما ينبغي أيضا تشجيع المطورين العقاريين على تطوير المخططات مقابل نسبة من الأرض بهدف زيادة معدلات التعمير والبناء . لقد توفرت للمهندس هادي ملايين الامتار من الأراضي بكل المناطق وميزانية ضخمة لإنجاز المشاريع، وبقيت الإرادة الجادة التي نحسبه يتمتع بها استنادا إلى تجارب ارامكو في الكثير من المشاريع ، وإذا جاز لنا أن نقدم له نصيحة مخلصة فهي العمل بجدية من أجل قهر الروتين، والاستعانة بفريق عمل يتميز بالمرونة وسرعة الإنجاز، ومرحبا بنجوم أرامكو الذين برزوا في كل المهام التي أوكلت لهم، وآخرها مشاريع السيول في جدة مع الأمير خالد الفيصل. * رئيس طائفة العقار في جدة