هل تعلمون أن من قام بالنهضة التنموية والاقتصادية في اليابان هم الشباب من الجنسين الذين ابتعثتهم اليابان إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا وتلقوا تعليمهم في شتى التخصصات العلمية وعادوا إلى بلادهم التي كانت تنتظر رجوعهم إليها وقامت بتوزيعهم حسب تخصصاتهم على الجامعات والشركات ليقودوا حركة التنمية وكانوا هم فعلا المحرك الأساسي لعجلة النمو. هذه المعلومة ذكرها لنا المسؤولون اليابانيون أثناء زيارة لليابان تختص بتنمية الموارد البشرية ولن أنسى سؤالهم لي بكل تعجب واستغراب قولهم كيف توجد في المملكة العربية السعودية بطالة ولديكم أكثر من ثمانية ملايين وافد.. حقيقة الأمر لم أستطع أن أجيب إجابة شافية فأنا في بلد أجنبي ولا أستطيع القول إن مرد ذلك تقصير الشركات ووزارة العمل. هذه المقدمة قصدت منها تبيان الفرق بين مالقيه الطلاب اليابانيون بعد تلقيهم علومهم وعودتهم من أمريكا وأوروبا وبين أبنائنا وبناتنا الخريجين من الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية الأخرى الذين أمر خادم الحرمين الشريفين بابتعاثهم لتلقي علومهم في أرقى الجامعات والعودة إلى بلادهم للنهوض بها إلى مصاف الدول المتقدمة، ولكن للأسف الشديد كان مآلهم الانضمام إلى طابور البطالة الطويل. إن على وزراء التعليم العالي والخدمة المدنية والعمل الذين أن يكون بينهم تنسيق حيال أبنائنا وبناتنا الخريجين من داخل المملكة وخارجها من خلال استحداث وظائف جديدة للتخصصات المختلفة في القطاع الحكومي، وإحلال السعوديين في الوظائف التي يشغلها الوافدون فهم مؤقتون وابن الوطن هو الأولى والأحق والأجدر بالوظائف في القطاع الخاص الذي أشبهه برب الأسرة الذي يطرد أبناءه من بيته إلى الشارع ويستقدم أجانب يحيطهم بحنانه ورعايته بينما أبناؤه يهيمون على وجوههم في الطرقات.. إنها أمانة وستسألون عنها فهؤلاء الشباب بجنسيهم هم الاستثمار الذي لا نريده أن يضيع. [email protected]