أعادت الجمعية الخيرية الصحية لرعاية المرضى بمنطقة عسير «عناية» الإبصار لثلاث حالات مرضية فقدت القدرة على النظر بعد التهابات حادة في القرنية، استلزمت تدخلا جراحيا. وتمكنت الجمعية من تحقيق السبق في إجراء أول عملية قرنية جزئية لقرنية مخروطية شديدة التحدب بالمنطقة في أحد المستشفيات الخاصة وبشكل مباشر دون فترة انتظار. وأشار الاستشاري المعالج الدكتور عبدالرحمن العمري إلى تميز هذه التقنية العملية بعدم رفض الجسم لها وتحقيقها لنتائج إيجابية سريعة، مضيفا أنه تم علاج حالتين أخريين مثل زراعة القرنية الكاملة، إضافة إلى عمليات متقدمة جدا مثل العلاج الضوئي بعد تشبيع القرنية بفيتامين ب2 (ريبوفلافين) لمدة نصف ساعة ثم تسليط حزمة كثيفة من الأشعة فوق البنفسجية على الطبقات الخارجية من القرنية لمدة مماثلة مع استمرار استخدام الفيتامين لتقوية أنسجة القرنية عن طريق زيادة الروابط الكيميائية بين ألياف الكولاجين لمنع تدهور البصر لمرضى القرنية المخروطية وبالتالي عدم احتياجهم لزراعة القرنية. وأكد العمري زراعة حلقات داخل أنسجة القرنية لتصحيح تحدبها لحالات كثيرة وكذلك عمليات شفط الماء الأبيض بواسطة جهاز ذبذبات صوتية بدون تخدير وبدون خياطة، مع زراعة أفضل العدسات. وبين المشرف العام على الجمعية الدكتور محمد بن عطية الحمراني أن الحالات قدمت للجمعية بغرض العلاج بعد تعذر ذلك في المستشفيات الحكومية لضرورة توفير قرنيات من بنك القرنيات الأمريكي، الأمر الذي يتطلب دفعا مباشرا وزراعة سريعة خلال فترة وجيزة، مؤكدا أن ذلك يمثل إنجازا على مستوى المنطقة، مشيرا إلى أن هذه العلميات الجراحية تمثل تحديا ماليا وعمليا لحساسيتها النفسية وامتداد فترة الانتظار لها إلى فترة عام وأكثر حتى توفر القرنيات وتفرغ مختص لزراعتها. وعاد الاستشاري الدكتور عبدالرحمن العمري ليؤكد التفوق التنسيقي لجمعية عناية في قدرتها على تغطية تكاليف زراعة قرنيات جديدة تستورد من بنوك العيون العالمية بمبالغ باهظة وقوائم الانتظار متزايدة إضافة لتكاليف عملياتها. وألمح العمري أن من بين كل أنواع جراحات زراعة الأعضاء «القلب والرئة والكلى» فإن زراعة القرنية هي أكثر تلك الجراحات انتشارا ونجاحا، حيث تتمتع زراعة القرنية بنسبة نجاح عالية قد تفوق 95 في المائة في حالات القرنية المخروطية وتتراوح بين 60 إلى 70 في المائة في معظم الحالات.