استحوذت قضية اختطاف نائب القنصل السعودي عبدالله الخالدي على اهتمام الأجهزة الأمنية في عدن وصنعاء، ولم تحل الحملة العسكرية التي يشنها الجيش اليمني على معاقل التنظيم في لودر وزنجبار وجعار، دون تواصل البحث عن الخالدي. بدورها حصلت «عكاظ» وللمرة الأولى وبشكل رسمي على تقرير البحث الجنائي الخاص بعملية اختطاف الخالدي، إذ أفاد التقرير أن الخالدي خاض عراكا مع خاطفيه وقاومهم بكل ما أوتي من قوة في محاولة للإفلات منهم ولكنه لم يتمكن من ذلك لكثرتهم، مرجحا وجود أربعة أشخاص ملثمين في عملية العراك مع الخالدي. وأوضح أن فريقا من البحث الجنائي مكونا من خبراء وفنيين جرائم توجهوا إلى منزل الخالدي فور وقوع الجريمة، والتقوا بقائد المنطقة الجنوبية اللواء الركن سالم قطن الذي حضر إلى موقع الاختطاف مع مدير أمن محافظة عدن اللواء الركن صادق حيد ومدير البحث الجنائي العقيد ركن هادي علي عبيد وعدد من القيادات الأمنية والاستخباراتية وقاموا بعملية تفتيش للسيارة الخاصة بالخالدي وتصويرها وإصدار التعليمات بتطويق المنطقة وبدء عمليات التفتيش. وأفاد التقرير أن الفريق فحص سيارة الخالدي بعد اختطافه، ووجدوا أن الخزنة الموجودة في الطبلون الأمامي للسيارة من النوع (لاند كروز موديل 2006م لوحة سعودية رقم أ ق ق 5487) مفتوحة بداخلها بعض الأوراق، كما أن الخزنة الواقعة بين كرسيي السائق والراكب مفتوحة، ووجدت فيها علبة مياه معدنية وفواتير الكهرباء مبعثرة، ونقود يمنية من فئتي 10 و20 ريالا. كما أوضح أن الفريق قطن قام بفتح السيارة بواسطة المفتاح الإضافي الذي يملكه سائق الخالدي، مبينا أن الأبواب الأربعة للسيارة كانت سليمة وليس عليها أي أثر للصدمات. وأشار التقرير إلى أن فريق البحث الجنائي وجد عدسة نظارة الخالدي الشمسية ملقاة على الارض مكسورة أمام باب السائق. ولم تستبعد القوات الأمنية في تفصيلها للتقرير أن يكون المختطفون قد فتشوا السيارة ونهبوا ما في داخلها من أشياء لوجود خزنتي «الطبلون» مفتوحتين. وأشارت إلى أن الخالدي كان يهم بالخروج من منزله إلى عمله في الصباح الباكر، وباغتته العناصر الإرهابية وهو يحاول الانطلاق، وتعكس آثار حركة عجلات السيارة على الأرض دلالة على أن الخالدي كان قد هم بالفرار بالسيارة، لكن تلك العناصر تمكنت من الانقضاض عليه ووضع كمامة على فمه وكيس على وجهه. وتوقعت أنه جرى نقل الخالدي في بداية الاختطاف إلى أحد الأحياء القريبة من حي الريمي وعقب ذلك تم إخراجه من عدن باتجاه زنجبار أولا ثم إلى شبوة. وأوضحت أن العناصر التي قامت بخطفه، نجحت في عملية تمويه، إذ استدرجت الوسطاء في حوارات استغرقت عدة أيام حيث تمكنوا لاحقا من إخراجه إلى كهوف شبوة. وأرجع مصدر أمني تأخر تبني القاعدة لعملية الاختطاف لأسبوعين حتى يتمكن من إخراجه من عدن، خاصة بعد الطوق الأمني الذي فرضته السلطات الأمنية على مخارج المدينة، بالإضافة إلى تواصل أعمال التحريات في الأحياء.