صال وجال معظم دول العالم خلال أربعة عقود، وصفوه برحالة العصر، والبعض أطلق عليه ابن بطوطة العصر الحديث، وكان البعض يقول له «العالم كله في جواز سفرك». برز الشيخ محمد بن ناصر العبودي الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي في ميدان التعاون مع المسلمين والاتصال بهم والترحال إليهم في بلادهم، وزيارة القرى والأماكن النائية التي يعيش فيها المسلمون، حاملا همومهم في حقيبة أسفاره. لم يلهث خلف الأضواء، كلهاثه لخدمة دينه، إلا أن الأضواء كانت تلاحقه في حله وترحاله. نشر رحلاته في كتب وروى بعضها في الإذاعة، وأصبح له برنامج أسبوعي نقل من خلاله قصصا وحكايات عن المسلمين بأسلوب محبب وشيق إلى المستمعين، وأصبح يتابع برنامجه آلاف المسلمين. لم يزد ترحال الشيخ العبودي وعلمه ومكانته إلا تواضعا وقربا من الآخرين . وبالرغم من أن تعليمه كان تعليماً دينيا في مجال الشريعة الإسلامية، إلا أن معظم مؤلفاته كانت أدبية، ويصب الجانب الأكبر منها في مجال أدب الرحلات، حيث يعتبر من الرواد في هذا المجال في المملكة، والجزء الآخر من مؤلفاته في مجال اللغة، وقد بلغ عدد مؤلفاته المطبوعة أكثر من 128، ومازالت العشرات من الكتب تحت الطباعة.