يسدل الستار على إثارة دوري بطال أوروبا للموسم الحالي، بالمواجهة الختامية الليلة على ملعب أليانز أرينا في ميونخ الألمانية بين صاحب الأرض بايرن ميونخ وتشلسي الإنجليزي على ذكرى لقاءيهما في ربع نهائي نسخة 2005م، والتي آلت للبلوز (6/5) بعد فوزه ذهابا (4/2) وخسارته إيابا (3/2)، وسيكون لقاء الليلة الختامي هو العاشر للبفاري الذي خاض 9 نهائيات كسب منها أربعة مقابل 5 خسائر ابتداء من نسخة عام 73م والتي شهدت باكورة ألقابه على حساب أتلتيكو مدريد (4/0)، قبل أن يتوج باللقب الثاني في النسخة التي تلتها على حساب ليدز يونايتد (2/0)، واللقب الثالث في نسخة 75م أمام سانت إيتان الفرنسي، ليغيب 6 مواسم عن النهائيات ويعود في نسخة 81م ليكتفي بالمركز الثاني بخسارته أمام أستون فيلا بهدف يتيم، ليكرر ذات السيناريو نسخة 86م بخسارته أمام بورتو (1/2)، ونسخة 98م بخسارته أمام مان ينايتد (1/2)، وعانق البفاري مجددا لقب الشامبيز ليغ في عام 2000م على حساب فالنسيا بركلات الترجيح (5/4) بعد تعادلهما بهدف لمثله في الأوقات الأصلية والإضافية، ليخسر فرصة اللقب الخامس أمام إنتر ميلان الإيطالي (0/2) عام 2009م. في المقابل، يخوض تشلسي المواجهة النهائية الثانية بعد تلك الأولى عام 2007م والتي خاضها أمام مواطنه مانشستر يونايتد وخسرها بركلات الترجيح ( 5/6) بعد التعادل في الأشواط الأصلية والإضافية (1/1). وبالنظر في تاريخ الفريقين نجد تفوقا ملحوظا للبايرن خصوصا في عدد النهائيات التي خاضها، إلا أن اهتزاز الأخير الموسم الحالي، لاسيما بعد خروجه خالي الوفاض من البطولات المحلية بخسارته لقب الدوري المحلي لصالح بروسيا دورتموند وخسارته أيضا كأس ألمانيا من ذات الفريق (5-2) السبت الماضي جعله تحت ضغط إحراز اللقب الخامس على أرضه ووسط جماهيره لتعويض خيبة الأمل في المنافسات المحلية، ويعلم مدربه يوب هينكس أن المهمة أمام تشيلسي ستكون أصعب نظرا لإجادة الخصم الخطط الدفاعية والاعتماد على الارتداد السريع، بجانب معاناته الدفاعية من غياب الظهير الأيسر ديفيد ألابا وقلب الدفاع هولجر بادشتوبر ولاعب الوسط جوستافو بسبب الإيقاف، إلا أنه جدد الثقة في البدلاء وفي نجوم الفريق الذين يعول عليهم ابتداء من هداف الفريق جوميز ومرورا بالهولندي أريين روبن والفرنسي بلال ريبري والذين يمثلون الثقل الفني في خارطة الفريق، وجاء صعود البايرن للمباراة الختامية بعد رحلة شاقة بدأها من الأدوار التمهيدية التي تصدر فيها مجموعته الأولى برصيد 13 نقطة من 4 انتصارات وتعادل وخسارة مسجلا 11 هدفا مقابل 6 في مرماه، وفي ثمن النهائي التقى بازل السويسري ليخسر ذهابا خارج قواعده (1/0) قبل أن يحرز 7 أهداف نظيفة في لقاء الرد في ألمانيا مواصلا طريقه نحو ربع النهائي أمام مارسيليا الفرنسي وينتصر ذهابا وإيابا بنتيجة واحدة (2/0)، وكانت محطته الأهم والاختبار الحقيقي لقدرته على مواصلة المشوار الأوروبي أمام ريال مدريد الإسباني في نصف النهائي، حيث تفوق على أرضه (2/1) قبل أن يخسر إيابا بذات النتيجة ويحتكم الفريقان لركلات الحظ الترجيحية التي ابتسمت له، ليواصل طريقه نحو النهائي. في المقابل، تبدو الروح المعنوية للبلوز مرتفعة بعد تحقيق الفريق كأس الاتحاد الإنجليزي على حساب غريمه ليفربول (2/1) إضافة إلى ذلك فإن شكل الفريق الفني تغير بعد تولي الإيطالي دي ماتيو المهمة خلفا للبرتغالي بواش، لاسيما بعد إعادة الثقة للاعبي الخبرة دروغبا وتوريس وجون تيري وأشلي كول وفرانك لامبارد وإعادتهم لخارطة الفريق الأساسية علاوة على ذلك فإن تركيزه على النواحي النفسية أخرج الفريق من دائرة الإحباط التي كانت تحيط به، إلا أنه سيواجه معضلة حقيقية بسبب الغايابات في صفوفه حيث سيفتقد لخدمات القائد جون تيري والمدافع برانيسلاف إيفانوفيتش ولاعبي الوسط راؤول ميريليش وراميرير، في الوقت الذي تحوم فيه الشكوك حول لحاق فلوران مالودا وثنائي الدفاع ديفيد لويس وجاري كاهيل باللقاء نظرا لعدم جاهزيتهم التامة من إصاباتهم المختلفة. وبتتبع مسيرة تشلسي نجد تباينا في نتائجه في المسابقة الأوروبية، فبرغم تأهله أولا عن المجموعة الخامسة برصيد 11 نقطة من 3 انتصارات وتعادلين وخسارة وحيدة، إلا أنه وجد صعوبة في الأدوار الإقصائية إذ خسر ذهابا أمام نابولي الإيطالي في ثمن النهائي (1/3) قبل أن يتعافى سريعا ويتجاوز خصمه إيابا (4/1)، فيما كسب بنفيكا ذهابا (1/0) وإيابا (2/1) في ربع النهائي ليواجه برشلونة في الدور قبل النهائي في أقوى اختبار له، حيث كسب المباراة الأولى على أرضه (1/0) قبل أن يتعادل في الكامب نو ردا (2/2) بعد مباراة ماراثونية انتهت بتأهله إلى المباراة النهائية للمرة الثانية في تاريخه، وسيكون أمام إنجاز تاريخي طالما بحث عنه الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش مالك النادي ويعد ملعب اليانز ارينا من أكبر الملاعب في أوروبا وأجملها بحيث يحتل المرتبة الثالثة في ألمانيا من حيث السعة الجماهيرية من وراء الملعب الأولمبي ببرلين وملعب بروسيا دورتموند، وتصل سعته الجماهيرية لحوالى 70 ألف متفرج، وتم بناؤه لاستضافة كأس العالم 2006م في ألمانيا، هو من بين الاستادات الكبيرة التي بنيت خصيصا لاحتضان المنافسة العالمية التي فاز بها منتخب إيطاليا في نهائي برلين ضد ديوك فرنسا. وتم تشييد الملعب في شمال مدينة ميونيخ في منطقة تسمى بافاريا وهو مخصص لبايرن ميونيخ وفريق ميونخ 1860. ويتميز الملعب بتصميم فريد من نوعه يشبه عجلة، ويتميز كذلك بالألوان الثلاثة التي يعبر فيها اللون الأبيض عن المنتخب الألماني والأحمر إشارة لفريق بايرن ميونيخ بالاضافة إلى الأزرق اللون الخاص بفريق ميونيخ 1860. يذكر أن موقف السيارات الخاص بملعب اليانز ارينا يعد الأكبر في اوروبا على الاطلاق حيث يتسع لحوالى 8900 سيارة على مساحة 270 ألف متر مربع، وهو رقم كبير بالمقارنة مع باقي الملاعب الكبرى في أوروبا على وجه الخصوص والعالم بصفة عامة. .