تعيش المملكة هذه الأيام الذكرى السابعة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله، الذي رسم حبه في قلوب المواطنين بمداد الوفاء والعطاء والبساطة والصدق. هذه السمات ظهرت في كلماته ومواقفه وأصبحت واقعا تنمويا جميلا يعيشه الناس في كافة المناطق. كما أن سمعته الطيبة ووقفاته المشرفة ومبادراته الرائعة رفعت اسم المملكة عاليا في المحافل العربية والإسلامية والدولية. اليوم وبعد مضي أكثر من ثمانية عقود على توحيد هذه البلاد على يد الملك عبدالعزيز يرحمه الله، تستمر مسيرة البناء والتطوير لتشمل مجالات الحياة المختلفة، ولا أبالغ عندما أقول إن الأجيال الحاضرة تتمتع بقطف ثمار يانعة نتيجة جهود ضخمة وكبيرة للأجداد والآباء المؤسسين. كيف نحافظ على منجزاتنا السياسية والاقتصادية والثقافية ونطورها وننميها ونقف صفا واحدا لتعزيز وحدة البلاد وأمنها واستقرارها وصيانة منجزاتها، مستلهمين عبر التاريخ ودروس الحاضر. إن أبرز القضايا التي ينبغي التركيز عليها هي الاستمرار في الإصلاحات السياسية والاقتصادية وتعزيز مفاهيم الحوار والشفافية والمحاسبة والمسؤولية ومحاربة الفساد، وإيجاد ضمانات للتحقق من تفعيل ذلك على أرض الواقع. كما يأتي على رأس الأولويات مكافحة الفقر والمرض والدفاع عن حقوق الإنسان وتطوير التعليم لينتج أفرادا مسؤولين ومؤهلين وتحسين الأداء الحكومي ودعم مؤسسات المجتمع المدني لتضطلع بأدوار متوازية في التنمية المستديمة. إننا في أمس الحاجة إلى مواصلة العمل ضمن إطار من الثوابت الإسلامية والوطنية لتأمين البلاد من التهديدات الإقليمية والدولية ضد وجودنا ومصالحنا، حيث تفرض علينا هذه المناسبة العزيزة ونحن في أمن وأمان أن نتساءل عن كيفية زيادة المكاسب وتقليل المخاطر في ظل الأوضاع الحرجة والدقيقة التي تمر بالمنطقة العربية وحتمية التأثير المباشر على بلادنا الغالية، وقد برز التفكير الاستباقي للملك عبدالله في هذا الاتجاه بدعوته للتحول من التعاون إلى الاتحاد الخليجي. المواطنة الحقيقية عقد شراكة يتلخص في قيام المؤسسات الحكومية والخاصة والأفراد بواجباتهم على أكمل وجه، وإنني على يقين بأن قادة هذه البلاد وعلماءها ومثقفيها وكافة أهلها الشرفاء قادرون بإذن الله على صياغة مستقبل جديد وزاهر لهذا الكيان الكبير، وكل ذكرى والوطن بخير.