أن تكون مشهورا نتيجة إبداعك أو تميزك فهذا حق مشروع لك.. فالشهرة يجب أن ترتبط بقيمة ما يقدمه المرء للناس، وبفضل ما منحه الله من ملكات .. سواء في الرياضة أو الاقتصاد أو الفن أو الدين أو أي شيء آخر. فإذا منحك المولى عز وجل موهبة وهذه الموهبة استثمرتها لخدمة وطنك ومجتمعك والناس فأصبحت بينهم مشهورا فهذه هي «المشروعة». أما الشهرة «غير المشروعة» فهي التي تنسب «لمجانين الشهرة» وما أكثرهم للأسف الشديد. فهم لا يملكون أي ملكة أو موهبة أو إبداع، ويريدون أن يصبحوا «مشهورين» بأي ثمن كان حتى ولو كان ذلك بالخروج عن النص والمألوف. وقد يهرفون بما لا يعرفون، المهم أنهم يصبحون مشهورين .. وكيفما اتفق. وهذا ممكن ولكن «بشهرة سلبية» غير مقبولة وغير مستساغة عند الناس وقد تصبح مثار «تندر وسخرية» عند الآخرين. وليس من الصعوبة أن تكون من مجانين الشهرة فكونك تعمل عملا «يخرج عن المألوف» ليقال عنك إنك فعلت كذا وكذا، أو أن تقول كلاما لا يقبله العقل والمنطق ليتحدث عنك الناس وعن ما قلت رغبة في الشهرة فهذا أيضا جنون الشهرة ومن الممكن تحقيقه. ولو سلطنا الضوء على من حولنا وكم بيننا ممن يندرجون تحت مسمى «مجانين الشهرة» أعتقد أننا سنصدم بواقع الحال فهذه الشريحة مما يسمى «بمجانين الشهرة» بيننا كثر وتتعجب من ثقتهم بأنفسهم وثقتهم بأفكارهم بالرغم أنهم بعيدون جدا عن جادة الصواب المهم أنهم يبحثون عن فكرة «نحن هنا». وأفضل طريقة للتعامل مع مثل هؤلاء هو أن تستمع لهم جيدا ولأفكارهم ثم تحمد الله كثيرا على العافية وعلى نعمة العقل التي أنعم الله بها عليك. فمثل هؤلاء هم نتاج اضطرابات نفسية أو صلتهم إلى هذه الدرجة من التفكير وعملهم الجاد للوصول بأنفسهم إلى مدارج الشهرة بأي طريقة كانت. وبناء عليه لا شك أن الفرق بين الشهرة التي تكتسب بالبذل والعطاء واستثمار الموهبة أفضل استثمار وبين الشهرة التي تأتي مقترنة بالسخرية ممن حولك الفرق بينهما كبير جدا .. السؤال هنا كم يوجد بيننا من مجانين الشهرة.. فاللهم أرزقنا نعمة العقل وألهمنا الصواب في الأمر كله إنك سميع بصير.