أكد سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أن أوامر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الخاصة بدعم الإفتاء وغيرها من الجهات ذات الطابع الشرعي نفذت والبعض الآخر في الطريق للتنفيذ، لافتا إلى أن كل الجهات التي شملتها الأوامر الكريمة انتفعت بها واستفادت منها وعم خيرها ونفعها. ودعا سماحته في حوار ل «عكاظ» أهل العلم والمنتسبين للوسط الشرعي بتقوى الله وعدم الخروج في وسائل الإعلام لغرض الشهرة التأكد من تحقق المصلحة العامة من عدمها، مشددا على أن الخروج لإثارة العامة بدعوى النصيحة لا يجوز ولا يليق.. فإلى التفاصيل : آثار حميدة ومواقف شريفة • يوافق اليوم الذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد حكم هذه البلاد، ولا يخفى على سماحتكم الجهود التي بذلت طيلة هذه السنوات السبع المباركة التي يرجى منها صلاح البلاد والعباد ورفاهية المواطن، ما هي كلمتكم بهذه المناسبة؟. • خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، له آثار حميدة ومواقف شريفة واهتمام بشأن المواطن وشؤون الأمة الإسلامية. فمن حيث انتشار التعليم افتتحت الجامعات المتعددة في بلادنا، ومن حيث المشاريع العامة هناك مشاريع عديدة، منها توسعة الحرمين الجديدة التي يرجى أن تستوعب أكبر عدد، وكذلك قطار المشاعر والنقل العام الذي أقر أخيرا في المدن فهو حريص على كل خير سواء ما يتعلق بالتعليم والاقتصاد وتوعية المجتمع وتثقيفه ومعالجة الشؤون الاقتصادية وغيرها وهو حريص على كل ما ينفع الأمة. الأوامر الملكية • هناك أيضا حزمة من الأوامر الملكية التي أمر بها، حفظه الله، العام الماضي في ما يتعلق بدعم الإفتاء والشؤون الإسلامية وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحلقات تحفيظ القرآن الكريم؟. • كل هذه الأمور نفذت ولله الحمد وما لم ينفذ هو في الطريق للتنفيذ، وكل تلك الجهات انتفعت بتلك الأوامر الكريمة واستفادت منها وعم خيرها ونفعها. الشائعات والفتن • هناك آراء من يحرصون على الاستماع للشائعات وتصديقها، وآخرون يبثون عبر وسائل إعلامية مغرضة تدعو للفتن والاضطرابات في بلاد المسلمين.. ما هو تعليق سماحتكم على هؤلاء؟. • على المسلم أن يتقي الله ولا ينساق وراء كل قول قيل أو نشر، لأن الله يقول «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين»، والمواقع الإلكترونية التي يختبئ أصحابها برموز انتزع الحياء من كثير منهم فأصبحوا يجازفون في الأقوال والشائعات الباطلة والافتراءات التي يتبين بعد التحقق منها أنها لا حقائق لها ولكنها تهم ودجل وكذب زائف، فعلينا تقوى الله وأن نزن الأمور قبل التكلم فيها. العلماء والفضائيات • هناك من المنتسبين للعلم من يظهرون في الفضائيات ويبرزون فيها، ما هي نصيحتكم لهؤلاء؟. • عليهم تقوى الله وألا يفتوا إلا بما يتأكدوا منه، لا نفتي بمجرد الظن والتخرص لا بد أن نكون على يقين من حقيقة ما نفتي به، ولا يكون همنا مجرد الخروج على الشاشة وإنما معرفة المصلحة من عدمها في ظهورنا، فإذا كان ذلك فيه مصلحة عامة فعلينا أن نتقي الله تعالى وأن نحرص أن تكون فتاوانا مدعمة بالدليل بعيدة عن التجريح والطعن في الآخرين، وأن تكون فتاوى علمية متزنة مأخوذة من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. اتركوا ما لا يعنيكم • وماذا بشأن الدخول في مهاترات أو أمور لا تليق بمنتسب للعلم في الفضائيات ووسائل الإعلام المختلفة؟. • النبي صلى الله عليه وسلم يقول «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه»، فكل أمر لا يعنيك أو لا ترى الدخول فيه مصلحة فابتعد عنه، لا تدخل إلا وأنت على يقين أو غالب الظن في حصول المصلحة، أما أمور أنت على شك منها وعدم يقين بنتائجها فالبعد أولى. هذا لا يجوز • وماذا عن من يخرج في وسائل الإعلام مثيرا للعامة وباثا للفتن بدعوى النصيحة؟. • هذا لا يجوز، وسائل الإعلام ينبغي على من يخرج فيها أن يتقي الله وأن يكون مصلحا لا مفسدا ومؤلفا لا مفرقا. الكتابات المسيئة • البعض في هذا الوقت يطعن في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواقع التواصل الاجتماعي، فقد كتب أحدهم مستهزئا بحديث «تزوجوا الودود الولود»، أن ذلك يجلب المصائب على المجتمعات من حيث كثرة الأولاد ونحو ذلك، فما تعليق سماحتكم؟. • هذا ضلال ومخالف للشرع، الله تعالى يقول «ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم»، كان العرب يقتلون أولادهم خوف الفقر والعار، والرسول صلى الله عليه وسلم قال «تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة». عموما، هذا جهل وضلال فالرسول صلى الله عليه وسلم تكلم وكلامه حق، قال تعالى «وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى»، فمن شك في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد وقع في خطأ وضلال عظيم وعليه أن يراجع إيمانه. توضيح المداخلة • مداخلتكم في قناة المجد في الحلقة التي خصصت للحديث عن الإلحاد، فهم البعض من قولكم بضرورة التأكد من الإساءات المنسوبة للبعض لأن مواقع الاتصال الاجتماعي دائما ما تخترق، إن في ذلك تهوينا لما نسب للبعض وتغليظا على الآخرين، ما تعليق سماحتكم؟. • حاشا وكلا، ليس موقفنا التساهل مع أحد، المسلم يقول الحق مع كل أحد، قال الله تعالى «يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين»، لكن أقول إن أي قول لا بد التأكد من قائله، هل هو حقيقة أم لا.. أما مجرد ما ينشر في المواقع، فما كل ما ينشر فيها حق، كم ينشر فيها من باطل نستبين بطلانه بعد حين. عيون ساهرة • ما هي كلمتكم للعموم في هذا الوقت الذي يعج بالفتن والقلاقل والاضطرابات؟. • تقوى الله جل وعلا والتمسك بالسنة، ففيهما العصمة من الضلال والفتن والإلحاح على الله بالدعاء أن يثبت الجميع على دينه وأن ينجينا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وعلى جميع أفراد المجتمع المسلم أن يكونوا عيونا ساهرة على مجتمعاتهم، لا أن يكونوا مطايا للأعداء تدمر بواسطتهم البلاد والعباد لا بد أن يكونوا على وعي وفهم صحيحين، لاسيما بلادنا هذه التي حفظها الله وحرسها بالإسلام ومن عليها بالأمن والاستقرار والقيادة الحكيمة المباركة. فيجب على أفرادها أن يكونوا دائما عيونا ساهرة على الدين والاستقرار والأمن، وألا يسمحوا لأي مجرم أو مفسد أن يندس بيننا.