وزارة الداخلية تواصل تعزيز الأمن والثقة بالخدمات الأمنية وخفض معدلات الجريمة    شمعة مضيئة في تاريخ التعليم السعودي    "مستشفى دلّه النخيل" يفوز بجائزة أفضل مركز للرعاية الصحية لأمراض القلب في السعودية 2024    وزارة الصحة توقّع مذكرات تفاهم مع "جلاكسو سميث كلاين" لتعزيز التعاون في الإمدادات الطبية والصحة العامة    أمانة جدة تضبط معمل مخبوزات وتصادر 1.9 طن من المواد الغذائية الفاسدة    نائب أمير مكة يفتتح غدًا الملتقى العلمي الأول "مآثر الشيخ عبدالله بن حميد -رحمه الله- وجهوده في الشؤون الدينية بالمسجد الحرام"    السعودية تستضيف الاجتماع الأول لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب    المياه الوطنية: خصصنا دليلًا إرشاديًا لتوثيق العدادات في موقعنا الرسمي    ارتفاع أسعار النفط إلى 73.20 دولار للبرميل    وزير العدل: مراجعة شاملة لنظام المحاماة وتطويره قريباً    سلمان بن سلطان يرعى أعمال «منتدى المدينة للاستثمار»    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سياسة حكيمة منطلقها استقلالية الإرادة
خبراء أمريكيون من واشنطن ل «عكاظ»:
نشر في عكاظ يوم 17 - 05 - 2012

فى مناسبة ذكرى مرور 7 سنوات على مبايعة الشعب السعودي للملك عبدالله بن عبدالعزيز لاعتلاء سدة الحكم فى المملكة، أقامت «عكاظ» فى واشنطن ندوة جمعت لها عددا من أعضاء الكونجرس الأمريكى بمجلسيه الشيوخ والنواب وكذا عددا من زعماء الجالية العربية والإسلامية فى الولايات المتحدة، إضافة إلى المفكر العربى المخضرم السفير الدكتور كلوفيس مقصود وقد تمت إدارة الندوة على النحو التالى :
«عكاظ»: كيف تنظرون للملك عبدالله من حيث السياسات العامة التى يتبعها سواء على مستوى النفط أو الشراكة مع الولايات المتحدة أو على المستوى السياسى والثقافي والاقتصادي.
عهد المشاريع
النائب الديمقراطى جيم موران: اتسمت سياسة الملك عبدالله بأنها سياسة تجلب الخير لشعبه سواء أكانت هذه السياسة على المستوى الداخلى أو على المستوى الخارجى كما اتسمت بأنها سياسة لها آفاق وأهداف بعيدة المدى . وربما كانت أول اهتمامات الملك عبدالله هو تلمس احتياجات المواطنين ودراسة أحوالهم عن كثب ورغبته الحقيقية فى تحسين المستوى المعيشى لأفراد الشعب السعودى ودعم مسيرة الاقتصاد الوطنى . وقد نشر هنا فى الولايات المتحدة أنه عند اعتلاء الملك عبدالله لسدة الحكم فى المملكة أنه أمر بزيادة رواتب جميع فئات العاملين السعوديين فى الدولة من مدنيين وعسكريين ومتقاعدين ليرفع المعاناة التى يواجهها السعوديون من ارتفاع مصاريف المعيشة . كان هذا يتم جنبا إلى جنب مع تدشينه لمشروعات كبيرة وعملاقة تخلق المزيد من الدخل القومى للمملكة وتوقف معدلات التضخم عند أدنى مستوياتها وتوفر فرص عمل للكثير من أبناء شعبه. إضافة إلى زيادته للمخصصات من القطاعات المختلفة التي تخدم المواطنين السعوديين كالضمان الاجتماعي وخدمات المياه والكهرباء وتخفيض أسعار الوقود المستهلك محليا وإنشاء جامعات وكليات ومعاهد ومدارس جديدة في كل مناطق المملكة لتيسير أمور المواطنين وتلبية رغباتهم. فإذا ما كانت هذه الأولوية للحاكم فلنا أن نتصور كم من الحب يمكن أن يحظى به هذا الملك من شعبه ومواطنيه، ولذلك نجد بأن الملك عبدالله قد جاب ربوع بلاده شرقا وغربا وشمالا وجنوبا يلاقي المواطنين ويحس بأحلامهم وآمالهم ويتحدث معهم ببساطة وبعمق مثلما يتحدث الأب مع أبنائه . مثل هذه المعلومات تم استقاء الأمريكيين لها من قبل وسائل الإعلام الأمريكية التى أبرزتها فى حينها لملك يحب شعبه وشعب يحب مليكه . هذا كله كان بارزا فى وسائل الإعلام هنا وغيرها من وسائل إعلام البلاد الأخرى عندما كانوا يتحدثون عن الملك الجديد للمملكة.
تواصل مختلف
وأضاف، أما بالنسبة لسياسة الملك مع بلادنا فى الولايات المتحدة فهي تتسم بالتواصل ليس فقط على مستوى الحكومة ولكن أيضا على مستوى الأفراد، فعدد السعوديين الموجودين فى الولايات المتحدة فى تزايد سنة بعد أخرى ومعظمهم دارسون سعوديون فى معاهد وجامعات أمريكية يأتون مع ذويهم وأسرهم للتأكيد على ضرورة تحصيلهم للعلم والمعرفة فى جامعاتنا . ولا أريد أن أخوض كثيرا فى العلاقات على مستوى الحكومة فإنها تتسم أيضا بالتعاون المثمر فى العديد من المجالات لما يحقق الفائدة والمنفعة للدولتين ولكن الأهم أن نعرف أن العلاقات الثقافية والتعليمية للسعوديين الموجودين فى الولايات المتحدة لها أهميتها حيث أنها تؤصل الثقافة والمعرفة الأمريكية لدى السعوديين كما أن الأمريكيين يتعرفون من خلال الأعداد الكبيرة في المعاهد والجامعات الأمريكية على الفكر والثقافة والحضارة السعودية التى ما زال لا يعرف عنها الأمريكيون الكثير .
السفير الدكتور كلوفيس مقصود: خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد استهل عهده فى زيارة الصين والهند مدللا بذلك على أن أي صداقة سوف يقوم بها بين المملكة وأية دولة كبرى أو صغرى فى العالم تنطلق من أولوية الصمود للعالم الثالث النامى والمهيىء للتمكين من هذا المنطلق، وهو بذلك قد أعطى الإشارة الواضحة إلى أن المملكة تبني علاقاتها الثنائية والمميزة مع الولايات المتحدة أو مع أية دولة أخرى فى العالم من منطلق استقلالية الإرادة .
اسلوب معروف
وزاد، هذه الميزة التى دلل عليها الملك عبدالله بأسلوب سعودي مرموق فى إشارة منه إلى أن النفط وحده ليس هو العلاقة بل هو مجرد عنصر هام فى العلاقة . فهو عنصر رئيسي على المستوى الدولي ولكن تبقى القضايا ذات الأولوية هي المصالح العربية عامة والمصلحة الفلسطينية على وجه الخصوص. هذا المؤشر يدلل على أن المملكة قررت أن تعيد إلى أنظار العالم محورية المعاناة الفلسطينية وبالتالى تدرك أن إعادة فلسطين إلى المقياس وإلى تحديد حميمية العلاقة أو جفافها أو ما هو بين بين. هذه الميزة لها تاريخ من المواقف التى انفرد بها الملك عبدالله حتى وقبل تبوئه الحكم. لذلك أعتقد بأن هذا قد أشعر الشعب السعودى بأن الكرامة ليست كلمة بمقدار ما هي فعل . ومن هنا أدرك العالم أن هناك جدية مستجدة فى العلاقات الدولية وفي المصالح الاقتصادية والاجتماعية داخل المملكة السعودية بما فى ذلك مصالحها مع الولايات المتحدة .
انفتاح متدرج
أما فى الوضع الداخلى فقد قام الملك عبدالله بعملية انفتاح متدرج آخذا بعين الاعتبار الثوابت وضروريات التكيف مع المتغيرات، فكان ذلك بالنسبة للمنظور العربى أن المملكة هى الوسطية التى تستولد الوساطة وكانت مداخلته فى قيادة دول الخليج فى معالجة قضية اليمن كانت هى المرجعية للعديد من الحروب العبثية فى أفغانستان وباكستان وغيرها . لذلك فهذا الدور إلى حد ما هو دور صامد ينطوي على أفق مستنير لطبيعة مستقبل العلاقات السعودية مع دول العالم . لذلك فى هذا اليوم الذي نستعيد به ذكرى تبوئه العرش السعودي ندرك تماما أن هناك خلفية له عندما أسس الحرس الوطني وجعل منه حراسا للثقافة السعودية والعربية . لذلك نشعر بأن الملك عبدالله يظل مرجعية مهمة للمرجعيات العربية والإسلامية.
نجدة الفقراء
من جهته قال، السيناتور الديمقراطى كينت كونراد: نعرف جميعا أن المملكة قد شهدت في عهد الملك عبد الله المزيد من المنجزات التنموية العملاقة فى أنحاء مختلفة من المملكة وذلك في مختلف القطاعات الاقتصادية والصناعية والتعليمية والصحية والزراعية وغيرها. كما ونعرف أيضا بأن سياسة الملك عبدالله هي أن تكون المملكة سباقة في مد يد العون لنجدة الفقراء في كل القارات في أوقات الكوارث التى تلم بهم، اضافة الى العمل الجاد على حل مشكلات الدول الفقيرة من خلال صندوق خاص لدعمها وجعلها تقف على قدميها. سبق وأن أعلنت المملكة عن تخصيصه لهذا الغرض، ولا أريد أن أقول هنا أن المملكة تنافس الأمم المتحدة فى عملها ولكنها تسعى إلى تقديم إمكانياتها الضخمة لخدمة الدول الفقيرة التى تسعى للحصول على معونات إنسانية من الدول الغنية .
مبادرات نوعية
وأضاف، في مجال البترول والطاقة فقد اقترح الملك عبدالله انشاء أمانة عامة للمنتدى الدولي للطاقة الذي يعقد سنويا ليكون مقرها مدينة الرياض باعتبار أن المملكة أكبر منتج للنفط. وكان المجتمعون فى منتدى الطاقة الدولي الذى عقد في مدينة أوساكا اليابانية قد أقروا بقبول مبادرة الملك عبدالله في هذا الشأن بإنشاء هذه الامانة فى الرياض وقد تم افتتاحها بالفعل من قبل الملك عبدالله بعد ذلك . كما وقد صادقت منظمة التجارة العالمية على وثائق انضمام المملكة الى منظمة التجارة وذلك بحضور الدول الاعضاء وعددها 148 دولة لتصبح المملكة العضو التاسع والاربعين بعد المائة لدى منظمة التجارة العالمية . كما وقد امتدت مشاركات الملك عبدالله الخارجية فى قمة الالفية لدول العالم التى نظمتها الامانة العامة للامم المتحدة بمقرها فى نيويورك والتى أعلن خلالها عن تبرع المملكة بما يعادل ثلاثين فى المائة فى الميزانية المقترحة لصندوق العمل الوقائي. كما ويحرص الملك عبدالله على معالجة المشاكل الفلسطينية ودعمها ماديا وقد تقدم فعليا بمبادرة للسلام العربى الأسرائيلى التى تسعى لحل الصراع العربي الإسرائيلى فى مجمله . هذه مجرد أمثلة لجوانب مختلفة فى مسيرة البناء الضخم لهذا القائد العظيم.
علاقات خاصة
الأستاذ خالد صفوري: استمرار العلاقات التاريخية بين الولايات المتحدة والمملكة التى تأصلت منذ الأربيعينيات من القرن الماضي، حيث حافظت المملكة على علاقة خاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية منذ هذا التاريخ وحتى اليوم .
ولكن لا شك أن عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز تمتع بعلاقات خاصة بين المملكة والولايات المتحدة وساد اعتماد الولايات المتحدة الاقتصادي على المملكة بحيث أنه للمرة الأولى دخلت المملكة مجموعة العشرين وهى مجموعة إقتصادية مهمة تتحكم فى إقتصاديات العالم ويعود الفضل لذلك للملك عبدالله وعلاقاته المتميزة مع أمريكا والدول الصناعية الغربية الكبرى . ولا شك أن الملك عبدالله قد دفع بالعلاقات السعودية الأمريكية إلى مستوى كبير جدا بحيث أصبح يزيد عدد الطلبة السعوديين الآن فى الولايات المتحدة عن 55 ألف طالب سعودي ولا شك أن ذلك من شأنه أن ينشر العلم والمعرفة والثقافة فى المملكة وتستفيد المملكة من الخبرات التعليمية والفكرية الأمريكية والتى قادت أمريكا حضاريا إلى مرتبة الدولة الأولى تقدما فى العالم وبالتالى المملكة وشعبها سيستفيدون من هذا العلم والإبداع الأمريكى بحيث يمكن أن يصل كل هذا إلى السعودية وسيكون تأثيره على الأجيال القادمة فى تقدم علمى وصناعى داخل المملكة. كما أنه تحت حكم الملك عبدالله أصبحت العلاقة الأمريكية السعودية متميزة من الناحية السياسية والولايات المتحدة الأمريكية تعتبر المملكة من أهم حلفائها وأصدقائها فى المنطقة وتعتمد عليها فى دعمها للكثير من السياسات التى تخلق الاستقرار فى المنطقة . كما ولا بد أن نذكر هنا أن توقف الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى المملكة قبل توجهه للقاهرة لتوجيه خطابه للعالم العربى والإسلامى بعد مجيئه لكرسى الرئاسة الأمريكية هو دليل بإقرار أوباما بالدور الريادى والقيادى للمملكة العربية السعودية فى العالم العربى والإسلامى وفى منطقة الشرق الأوسط ومنطقة الخليج كذلك لأنها كانت الدولة الوحيدة التى زارها قبل أن يلقي هذا الخطاب والذى كان موجها بالأساس للدول العربية والإسلامية.
واضع الأسس
وذكر النائب الجمهورى مايكل تورنر: أن الملك عبد الله حريص على مشاركته الخارجية فى حضور المؤتمرات الدولية والعربية والاقليمية كما ويشارك مع بقية زعماء العالم فى وضع الأسس الثابتة القوية لمجتمع دولى يسوده السلام والامن والاخاء . وللمملكة فى عهد الملك عبدالله اسهاماتها الواضحة والملموسة على الساحة الدولية عبر الدفاع عن مبادئ الأمن والسلام والعدل ونبذ العنف والتمييز العنصري وعملها الدؤوب لمكافحة الارهاب والجريمة حيث اتخذت من تطبيق القانون منهجا في سياساتها الداخلية والخارجية، بالاضافة الى مجهوداتها في تعزيز دور المنظمات العالمية والدعوة إلى تحقيق التعاون الدولي في سبيل النهوض بالمجتمعات النامية ومساعدتها على الحصول على متطلباتها الاساسية لتحقيق إنمائها واستقرارها. وقد قدم الملك عبدالله إنجازات داخلية عديدة لشعبه أذكر منها مضاعفته لعدد الجامعات فى المملكة وإضافة تخصصات لجميع نواحي المعرفة الإنسانية وتخصيص جامعة للتقنية والتكنولوجيا على أحدث ما تقدمه الجامعات فى العالم من مناهج العلم والمعرفة وكذا تخصيص منح خارجية للطلاب السعوديين للدراسة فى مجالات متخصصة فى المعاهد والجامعات حول العالم ونحن هنا فى الولايات المتحدة نحتضن من أبناء المملكة ما يزيد عن 50 ألف طالب سعودى يدرسون فى الجامعات الأمريكية . أما فى مجال البترول والطاقة، ردا على سؤالكم، فإن المملكة قد انتهجت سياسة بترولية واضحة تتميز بالصدق والشفافية قائمة على ركنين أساسيين هما تحقيق السعر المعقول والعادل لبرميل البترول والثاني توفير الامدادات الكافية لكل المستهلكين، وعلى ما يبدو فإن مصلحة المملكة الوطنية لا تتعارض مع مصالح المجتمع الدولي عند توفير هذين الركنين، ولذلك قامت المملكة بزيادة طاقتنا الإنتاجية على النحو الذي لا يمس ولا يضر بالحقول البترولية فى المملكة . ونحن هنا فى الولايات المتحدة نؤمن بأن السياسة التى تنتهجها المملكة فيما يخص مجال النفط والطاقة هى سياسة عادلة وحكيمة ونثق بها حيث أنها تساهم فى استقرار أسعار النفط العالمية واستمرار تدفق النقط دون خلق أزمات لأسواق النفط حول العالم .
دور مهم
وتحدث الدكتور خليل جهشان: قائلا العالم ككل ومنطقة الشرق الأوسط مرت بالكثير من المطبات والمشاكل السياسية خلال الأعوام الست أو السبع الأخيرة وقد لعبت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله دورا هاما جدا فى التغلب على تفاقمات هذه المطبات والإشكالات ولعبت دورا إيجابيا في إيجاد حلول للكثير من هذه المشاكل . بالنسبة للعلاقات الثنائية بين المملكة والولايات المتحدة لا شك أن هذه العلاقات شهدت خلال هذه الأعوام نموا وازدهارا غير معهود حيث تغلبت هذه العلاقة على ما كانت تشكو منه فى الماضي حيث بالفعل أصبحت هذه العلاقة هى عملية لشراكة استراتيجية قوية للغاية بين البلدين وهناك تنسيق على جميع المستويات لم يكن بهذه الصورة فى الماضى . أنا شخصيا فى الماضى كنت أنتقد العلاقات العربية الأمريكية بأنها شارع ذو اتجاه واحد، ولكن أعتقد أننا قد شاهدنا بداية نوع من الموازنة الإيجابية فى العلاقة حيث أصبح هناك بالفعل أخذ وعطاء لم نكن نشاهده فى الماضى وهذا أمر صحى وأعتقد أنه مفيد لخدمة مصالح الطرفين .
فاعلية التواجد
وأضاف، الأمر الآخر بالنسبة للعلاقة النفطية بين المملكة والولايات المتحدة نجد بأن الوضع العالمى اليوم بالنسبة لسوق النفط قد أعطى المملكة فرصة لأن تلعب دورا فاعلا فى الاقتصاد الدولى وأصبحت شريكا للدول الكبرى فى هذا المجال وأصبحت لاعبا أساسيا خصوصا أن الحكمة التى تحلت بها سياسة المملكة خلال هذه الفترة بالنسبة لتنويع السوق النفطى لمنتجاتها خصوصا العلاقات التى بنتها مع الهند والصين وفى نفس الوقت الاستمرار فى توسيع وتحسين وتعميق علاقاتها مع الغرب أعطى المملكة مجالا أكبر للمناورة ومجالا أكبر للعب دور رئيسى فى الإقتصاد الدولى خصوصا فى فترة المشاكل الإقتصادية التى عانى منها الغرب خلال السنوات الأربع الأخيرة وفى نفس الوقت نجد أن المملكة لم تلجأ إلى الإهتمام بأمورها الداخلية ومصالحها الضيقة خلال هذه الفترة إنما فى الواقع فإن سياسة المملكة قد تحلت بالمسؤولية وحاولت بقدر المستطاع أن تساعد الوضع الإقتصادى العالمى كي يساهم النفط فى خلق الإستقرار الإقتصادى للعالم وبأن تقود بذلك المملكة إلى تحسين الوضع الإقتصادى بين هذه الدول وتنمية العلاقات فيما بينها.
تواصل صحي
وأضاف، أما على المستوى السياسى بين الولايات المتحدة والمملكة أعتقد أن العلاقة الثنائية بين البلدين قد نمت بشكل صحي وبشكل ملحوظ خلال هذه الفترة وتم التغلب على بعض نواحى الضعف فى العلاقة الثنائية التى شاهدناها فى المراحل السابقة لتولي الملك عبدالله لسدة الحكم حيث كانت هذه العلاقة كما قلت شارعا ذا إتجاه واحد الآن أصبح هناك وضع صحي أكثر فى الأخذ والعطاء حيث أصبحت العلاقة إستراتيجية بكل معنى الكلمة وتؤخذ مأخذ الجد هنا من جانب الطرف الأمريكى كما وأن هناك النمو والمزيد من التنسيق بين الطرفين فى الكثير من القضايا ليس فقط فى القضايا الأقليمية أو المحلية فى المنطقة ولكن بالنسبة لجميع القضايا حتى القضايا الدولية التى لم تكن فى الماضى جزءا من الأجندة للعلاقات الثنائية بين البلدين. وبدون أي شك نجد أن وصول الرئيس أوباما إلى البيت الأبيض وموقفه المتميز بين الذين سبقوه عن هذه الوظيفة وتفهمه أكثر لتفاصيل المنطقة وقضاياها ومشاعر المواطنين والمسلمين العرب فى جميع أقطار العالم العربى والإسلامى كل هذا ساهم نوعا ما فى إحداث انعطاف إيجابى فى مستويات العلاقة بين المملكة والولايات المتحدة. ولكن لا بد أن نذكر أيضا بأن هناك الكثير من التحديات وما زال هناك الكثير من الأمور التى على الولايات المتحدة أن تأخذها بعين الاعتبار فى تحسين سياساتها فى المنطقة وأعتقد كما شاهدنا فى الماضى ما زالت المملكة على رأس الدول التى تلعب دورا إيجابيا فى محاولة التأثير على صنع القرار هنا فى الولايات المتحدة ونجحت أكثر من غيرها فى الواقع حتى من دول أوروبية ودول أخرى تعتبر شريكة قديمة للولايات المتحدة . فوزن الضغوط أو محاولات التأثير التى تمارسها المملكة على صنع القرار هنا في الولايات المتحدة ازداد مؤخرا حيث بات الموقف العربى يؤخذ بجدية أكثر نتيجة السياسات التي تتحلى بالهدوء والمسؤولية التي اتبعتها المملكة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على مدى السنوات السبع الماضية .
المشاركون فى الندوة:
جيم موران: النائب الديمقراطي فى مجلس النواب الأمريكي عن ولاية فيرجينيا الدائرة الثامنة ورئيس لجنة المخصصات فى مجلس النواب.
مايكل تورنر: النائب الجمهوري عن ولاية أوهايو الدائرة الثالثة ورئيس لجنة الإصلاح الحكومي بمجلس النواب.
السيناتور كينت كونراد: العضو الديمقراطي بمجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية نورث داكوتا ورئيس لجنة الميزانية بمجلس الشيوخ.
السفير الدكتور كلوفيس مقصود
الدكتور خليل جهشان
الأستاذ خالد صفوري


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.