أوضح صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أنه منذ أن شرفه خادم الحرمين الشريفين بمسؤولية إدارة شؤون منطقة الباحة، دعا الله أن يمده بعونه وتوفيقه لأداء المهمة على الوجه الأكمل. وقال سموه، خلال افتتاحه أمس المنتدى الاستثماري بقاعة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الكبرى بحضور ما يقارب 500 شخصية اعتبارية من القطاعين الحكومي والخاص، حرصت عند قدومي للمنطقة والتقائي بأبنائها على الاستماع الى تطلعاتهم بقراءة عدد من الملفات الهامة في جوانب التنمية والاستثمار والبيئة وغيرها، وتم انجاز بعض الخطوات في غالبية تلك الملفات سعيا لتطويع أهدافها وغايتها بما يواكب التطورات والاحتياجات الحالية، ويتماشى مع حجم الانجاز الكبير للبنية التحتية التي تحققت للمنطقة عبر خطط التنمية في كافة المجالات. وأشار إلى أن التركيز كان ينصب على دراسة الفرص الاستثمارية الأمثل وربطها بمعطيات الواقع من موارد طبيعية ومناخية وخدمات تحتية وجوانب تسويقية. وأبان أن الدراسة التي قامت بها بيوت الخبرة المتخصصة كشفت عن جدوى تلك الفرص، مبينا سموه أن المنتدى بمثابة الإعلان عنها وتقديم كل أسباب العون والمساعدة لتحقيق هذا الهدف الطموح. ونوه أمير منطقة الباحة الى المكانة الاقتصادية الكبيرة للمملكة وكذلك الدعم والرعاية من الدولة للقطاع الخاص، وما يحظى به من تسهيلات بعد أن بسطت الدولة كافة خدماتها الأساسية ومهدت الطريق أمام القطاع الخاص للقيام بدوره على وجه متوازن ومتنام، لافتا إلى أن الباحة جديرة بكل مؤشرات النجاح في ظل مواردها الطبيعية وتباين مناخها وجغرافيتها وتنوع موروثها الثقافي والبيئي وتفاعل أبنائها، إضافة الى شمولية تنميتها التي لامست كل جزء وحققت تلك المنجزات ارقاما قياسية بالإنفاق الكبير والدعم المتواصل من القيادة الرشيدة، منوها بحرص خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده بمنح المناطق الأقل نموا العديد من الامتيازات والتسهيلات الاستثمارية، بمنحها قروضا تصل الى 75% من خلال صندوق التنمية الصناعية، لافتا الى أن هذه الخصائص تؤهلها بأن تكون حاضنة لكثير من الصناعات الاستثمارية في مختلف المجالات. واختتم كلمته باقتراح إنشاء شركة قابضة للباحة يديرها رجال الأعمال من أبناء المنطقة، متمنيا أن ترى النور وأن يكون لها دور فاعل في تنمية المنطقة. من جهته قال وزير النقل الدكتور جبارة بن عيد الصريصري في كلمته، فهمي لهذا المنتدى ليس فقط مجرد سرد المشاريع المنفذة والمخطط لها، وإنما أيضا عمل جاد لمناقشة وابراز المزايا النسبية لمنطقة الباحة، وبيان العوامل الضرورية التي تجعل منها واجهة استثمارية معتبرة وتسليط الضوء عليها لتكون مقصدا سياحيا له مكانة مرمقوة على خارطة المملكة. وبين أن المقصود بالاستثمار الانفاق على المشروعات الجديدة ورفع مستوى المشروعات القائمة وتطويرها. وأشار الى أن كثيرا من رجال الأعمال الناجحين في القطاع الخاص هم من أهل المنطقة وينبغي أن يكونوا عنصرا هاما في هذا الحراك، مبينا أن وزارة النقل أنجزت ما يزيد عن 59 ألف كيلو متر من شبكات الطرق السريعة وفي منطقة الباحة تبلغ 582 كيلو مترا وسوف يضاف إليها ما يجري العمل على تنفيذه في الوقت الحاضر بتكاليف تزيد عن ألفين وثمانمائة وواحد وستين مليونا، كما أن الدولة اعتمدت في ميزانية العام الحالي مشاريع للتنفيذ والدراسة والتصميم بتكاليف بلغت خمسمائة وخمسة وثمانين مليون ريال. وأوضح وكيل إمارة منطقة الباحة رئيس اللجان المنظمة للمنتدى الدكتور حامد بن مالح الشمري، أنه روعي في محاور وفعاليات المنتدى شموليتها على تقديم صورة واقعية عما تحقق للمنطقة من بنية تحتية جاذبة للمستثمرين وكذلك فرص التطوير والاستثمار وتوظيف التنوع البيئي والجغرافي، بالاضافة الى مناقشة البيئة المحفزة للاستثمار في المناطق الأقل نموا ودور هيئة المدن الصناعية في دعم الاستثمار، موضحا أنه بدأ أمس الأول برنامج المنشآت الصغيرة والمتوسطة وعرض لبرامج الصناديق الداعمة. وفي كلمة وزير التجارة والصناعة التي ألقاءها نيابة عنه وكيل الوزارة للشؤون الفنية الدكتور محمد الكثيري، قال إن الوزارة تعمل جاهدة لتحقيق أهداف التنمية الاقتصادية مدركة أهمية الاستثمار وتشجيعه والعمل على تنويعه وتوزيعه، وشموله لكافة مناطق المملكة، مشيرا إلى أن الوزارة تعمل لايجاد بيئة اقتصادية من خلال نشر المدن الصناعية وتقديم الحوافز والتشجيع للمستثمرين في هذه المدن لاسيما المدن والمناطق الأقل نموا.