افتتح صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة أمس أعمال منتدى الباحة الاستثماري الأول الذي تنظمه إمارة المنطقة بالتعاون مع الغرفة التجارية الصناعية بالباحة، وذلك بمركز الملك عبدالعزيز الحضاري. وبدئ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، بعد ذلك ألقى وكيل إمارة منطقة الباحة رئيس الجنة العليا المنظمة للمنتدى الدكتور حامد بن مالح الشمري كلمة أبرز فيها ما تتمتع بها منطقة الباحة من مزايا ومقومات سياحية نتيجة لتنوع مناخها وتميز غطائها النباتي ومناظرها الطبيعية الساحرة التي تتشكل في الغابات والمطلات والأودية والمتنزهات المتنوعة، إلى جانب توفر الموارد الطبيعية والخدمات والبنية التحتية والمواقع والقرى الأثرية والتاريخية والمتاحف والأسواق الشعبية. وقال "إن جميع هذه المقومات السياحية والاقتصادية من تجارة وصناعة وزراعة وتعدين وإسكان، وما يمتلكه أهالي المنطقة من خصال حميدة وشيم كريمة مع وجود الدعم والتشجيع والتسهيلات الكبيرة التي وفرتها القيادة الرشيدة، حفزت أميرها ومهندس تنميتها بالتخطيط المبكر منذ قدومه للمنطقة لمنح الملف السياحي والاستثماري حقه من العناية والاهتمام". ونوه الدكتور الشمري بفكرة سمو أمير المنطقة في إقامة المنتدى الاستثماري عاداً تدشين سموه لمكتب خدمات المستثمرين بالإمارة ترجمة حقيقية لهذه الجوانب التي يتطلع لها المستثمر والمواطن. عقب ذلك ألقى وكيل وزارة التجارة للتجارة الخارجية الدكتور محمد بن حمد الكثيري كلمة عد فيها منتدى الباحة الاستثماري الأول فرصة لتكثيف التواصل بين الجهات الحكومية ورجال الأعمال في المملكة. وقال "لقد أدركت حكومة هذه البلاد تلك المعادلة الاقتصادية منذ وقت مبكر وسعت إلى وضع الخطط والبرامج التنموية للرقي بهذه البلاد إلى مصاف الدول المتقدمة فعملت على تشجيع الاستثمار وتنويعه والدفع بالاقتصاد في جوانبه المختلفة وتحفيز وتشجيع القطاع الخاص من خلال ما يقدم لهذا القطاع عن طريق الصناديق والبرامج المتخصصة ليكون شريكاً في تحقيق أهداف التنمية"، مفيداً أنه نتج عن ذلك وجود تنمية اقتصادية ملحوظة ومشهودة مكنت المملكة لتصبح محوراً مهماً في ميدان الاقتصاد العالمي وعضواً فاعلاً في مجموعات ومنظمات دولية متعددة تأتي في مقدمتها مجموعة دول العشرين للدول الأبرز اقتصادياً في العالم. وأكد أن الوزارة تعمل أيضاً من خلال سعيها الجاد إلى فتح منافذ للإسهام في ترويج وتسويق ما يقدمه القطاع الخاص من سلع وخدمات. إثر ذلك شاهد سموه والحضور عرضاً مرئياً عن منطقة الباحة بعوان "الباحة المكان والإنسان". ثم ألقيت كلمة الضيوف ألقاها عنهم رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بمنطقة جازان ناصر بن عبده مريع أعرب فيها عن سعادة الجميع بزيارة منطقة الباحة، منوهاً بما لاقاه ضيوف المنتدى من كرم ضيافة وحسن استقبال يعبران عن جودة تنظيم في المنتدى وعن ما تشهده المنطقة من نهضة تنموية شاملة في مختلف المجالات. عقب ذلك ألقى سمو أمير منطقة الباحة كلمة أعرب فيها عن سعادته وسروره بإقامة منتدى الباحة الاستثماري الأول، مرحباً بجميع المشاركين والضيوف الوافدين للمنطقة، متمنياً لهم طيب الإقامة في ربوع الباحة وللمنتدى والقائمين عليه التوفيق والنجاح بما يعود بالنفع على المستثمرين ورجال الأعمال. وأبدى سموه حرصه منذ قدومه للمنطقة بجوانب التنمية والسياحة والاستثمار والبيئة، مشيراً إلى ما تم إنجازه من خطوات في غالبية تلك الملفات سعياً لتطويع أهدافها وغاياتها بما يواكب التطورات والاحتياجات الحالية وبما يتماشى مع حجم الانجاز الكبير للبنية التحتية التي تحققت للمنطقة عبر خطط التنمية في جميع المجالات التي من ضمنها الملف الاستثماري الذي أعطي الوقت الكافي من الدراسة والبحث لأهميته من منطلق العزم على المضي به في طريق آمن بعيدا عن المخاطرة والارتجالية. وأكد سموه أن التركيز كان ينصب على دراسة الفرص الاستثمارية الأمثل وربطها بمعطيات الواقع من موارد طبيعية ومناخية وخدمات تحتية وجوانب تسويقية يأمل منها نتائج طيبة للمنطقة والمستثمر مفيداً أن جميع الدراسات التي قامت بها بيوت الخبرة المتخصصة كشفت عن جدوى تلك الفرص الأمر الذي جعل من هذا المنتدى فرصة للإعلان عنها وللترحيب بالمستثمرين والتأكيد على تقديم كل أسباب العون والمساعدة من أجل تحقيق هذا الهدف الطموح. وأبرز سموه المكانة الكبيرة للاقتصاد السعودي وما يلقاه من الدعم والرعاية من الدولة وما يحظى به من تسهيلات قل لها نظير بالعالم لأجل تكامل حلقات النمو الحضاري بعدما بسطت الدولة جميع خدماتها الأساسية ومهدت الطريق أمام القطاع الخاص للقيام بدوره على وجه متوازن ومتنامٍ مع البنية التحتية المتحققة والجاري تنفيذها، مؤكداً أن مشاركة القطاع الخاص تضمن استقرار العنصر البشري وتوفر فرص العمل الأمر الذي سينعكس على ازدهار الاستثمار بالمنطقة خاصةً وأن الباحة إنساناً ومكاناً جديرة بكل مؤشرات النجاح في ظل مواردها الطبيعية وتباين مناخها وجغرافيتها وتنوع موروثها الثقافي والبيئي وتفاعل أبنائها. وقال سموه "وفوق هذا شمولية تنميتها التي لامست كل جزء وحققت تلك المنجزات أرقاما قياسية بفضل الله ثم الإنفاق الكبير والدعم المتواصل من القيادة الرشيدة وحرص خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - بمنح المناطق الأقل نموا بالمملكة عدد من الامتيازات والتسهيلات الاستثمارية بمنح قروض تصل إلى 75% من خلال صندوق التنميه الصناعي، وهذه الخصائص تؤهلها بأن تكون حاضنة لكثير من الصناعات الاستثمارية في مختلف المجالات". ونوه سموه بموقع الباحة الجغرافي الذي يعد حلقة وصل بين منطقة مكةالمكرمة بما يحويه من كثافة سكانية عالية وتجارة واسعة وجنوب المملكة بمناطقها الثلاث عسير ونجران وجازان مما يجعل مواقع المصانع تحظى بأهمية كبيرة في مجال التوزيع شمالاً وجنوباً، لافتاً سموه إلى الطريق الجاري تنفيذه الذي يربط منطقة الرياض بمنطقة الباحه بما لا يزيد عن ست ساعات فضلاً عن قرب المنطقة من الموانئ البحرية على شاطئ البحر الأحمر التي تتيح لها التصدير للخارج. وأبدى سموه ثقته بما سيبعثه المنتدى من أمل بعزيمة رجال الأعمال المخلصين للإسهام من خلال الفرص المتاحة في مسيرة العطاء والازدهار التي يشهدها الوطن والتي اكتست الباحة كواحدة من مناطق المملكة كل مقومات الحياة المتطورة وتميزت بهويتها السياحية على خارطة الوطن، مقترحاً على الجميع إنشاء شركة قابضة للباحة يساهم فيها رجال الأعمال من داخل الباحة وخارجها ويكون لهم حرية اختيار رئيس مجلس إدارتها وأعضائها، مؤكداً أن إمارة المنطقة ستدعم تلك الشركة وتذلل جميع الصعاب التي قد تعترض تأسيسها. وعبَّر سموه في ختام كلمته عن شكره للمشاركين في المنتدى وللجنة الإشرافية المنظمة وعلى رأسها وكيل إمارة المنطقة وكافة رؤساء وأعضاء اللجان والإدارات الحكومية والشركة المنظمة، راجياً للمنتدى التوفيق والنجاح. وفي ختام الحفل قام سموه بتكرم الرعاة والمشاركين والإعلاميين، فيما كرم سموه عددا من ضيوف المنطقة من أصحاب السمو الأمراء وأصحاب المعالي الوزراء.