إن الدور الذي يؤديه المتعافون والناجيات في البرنامج العلاجي لمريض السرطان ليس باليسير، فهم يعرفون المريض بإمكانية الشفاء، وكيفية التعامل مع البرنامج العلاجي بمختلف أنواعه: جراحي، إشعاعي، كيماوي. كما أنهم يمنحون المريض بعضا من خبرتهم مع المرض، من حيث كيفية التعامل مع الأعراض المصاحبة والأقارب وتجنب العدوى، وإمكانية الجمع بين الاستشفاء بالقرآن الكريم والأدوية الطبية، ويساعدون المريض على تحمل الصدمة، واختيار الوسيلة المثلى لتأمين وضع أبنائه وزوجته إن كان يعيلهم، أو كيفية التعامل مع الطفل المريض. ولأجل أهمية ذلك الدور يحتفي العالم كل عام باليوم العالمي للمتعافين الذي اختير له اليوم السادس من الشهر السادس الميلادي (يونيو)، ومما يسر أن بادرت الجمعية السعودية الخيرية لمكافحة السرطان بتنظيم فعاليات للتذكير بهذه الفئة منذ سنوات، وسرني كثيرا استمرارها وتنقلها بين المستشفيات ما بين مدينة الملك فهد الطبية ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومستشفى القوات المسلحة، وكلها في الرياض، مؤملا عقد مثل هذه الفعاليات في مختلف مناطق المملكة. ولعل الاحتفاء بهذا اليوم يحرك مشاعر أولئك المتعافين من المرض الذين يبتعدون عن الأضواء، ولا يريدون تذكر هذه التجربة المريرة في نظرهم، غير أنه لا بد من تذكيرهم أن الله عز وجل أنعم الله عليهم بالشفاء لإيمانهم وحسن ظنهم به، فارتفعت معنوياتهم، وقاوموا المرض حتى تغلبوا بفضل من الله عليه، فمن واجب شكر النعمة مساندة من يصيبهم المرض بعدهم. أسأل الله عز وجل أن ينفع بالجهود، وأن يوفق العاملين والمتعاملين مع مرضى السرطان وغيره من الأدواء إلى ما يحبه ويرضاه. د. عبد العزيز بن ناصر الخريف الأمين العام للجمعية السعودية الخيرية لمكافحة السرطان