من منا لا يخطئ أبدا؟! ومن منا له الحسنى سلفا؟! فمن الخطأ يتعلم الرجال، ومن الخطأ يخرج الأشبال. لا بد لنا من أن نؤمن أن كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون. إن هناك فئة من الناس خلقت لتصطاد الفرص لإحباط المخطئ وتحطيم معنوياته والتنقيص من قدره. إن من أكبر الظلم لنا وللآخرين أن نريهم عيوبهم ونغض الطرف عن عيوبنا!! تحدث بعقلك قبل أن تنطق ويصدر الحكم على أفعالهم لسانك، وانظر بضميرك قبل أن تبصر وترى بعينيك، فأنت فيك من النقص الشيء الكثير!! فما أجمل أن تتغافل عن تلك العيوب لكي يشكرك من حولك. إن المشكلة لا تكمن في ذلك الفعل وحسب؛ ولكن الطامة الكبرى حين يجتمع قصور بشري من الطرف الأول وعلاوة على ذلك يؤول بتأويل أعظم من الطرف الآخر !! فعند ذلك تجتمع مصيبتان على قلب ذاك المخطئ المسكين!! إننا نحن البشر نمتلك أبعادا فكرية وإدراكا للأمور بمستويات مختلفة وهذا ما قد يسبب في أحيان كثيرة وجود تفسيرات عديدة ومتباينة، وقد تكون خاطئة لكثير من المواقف المضللة.إن عدم اعترافنا بذلك النقص البشري المتأصل فينا وادعاء المثالية الزائدة لأنفسنا ومحاولة نسب الأخطاء والنقائص فقط لغيرنا كفيلة بتوليد هالة كبيرة وحواجز عظيمة بيننا وبين ذواتنا!! تجعلنا غير مبصرين لحقائقها الدفينة وبالتالي يتسبب ذلك في تعظيم حجم أخطاء الآخرين وإن كانت بسيطة!! إن الذي يتهرب من مواجهة ذاته بقصورها ويحاول خلق صورا وهمية لنفسه فإنه كردة فعل طبيعية يحصل النفور الذاتي مع روحه والذي يؤدي في نهاية المطاف إلى الإكتئاب وبالتالي الحرمان من السعادة الحقيقية، والتي لا تتأتى إلا إذا كان الاعتراف بنقصها هو سيدها!! خلاصة القول: ابتسم في وجه من أخطأ في حقك لتوصل له رسالة مفادها: أني أحب شخصك، ولكني أبغض فعلك! نحن لا نطالب بتجاهل النقائص والأخطاء ولكننا ندعو لإقامة علاقة ودية كفيلة بجعل المخطئ يستفيد من خطئه ومنعه من الوقوع فيه مرة أخرى. وبدلا من أن تلعن الظلام حاول أن تشعل ولو شمعة. خلود بنت محمد أبورايه