كثير منا من يبذل الجهد والوقت كي يبحث عن أخطاء وعيوب الآخرين.. ونراه يتصيد كلمة هنا، وحركة هناك، ليستخدمها في إظهار العيوب. وما هي في الحقيقة إلا محاولة لإخفاء ما يشعر به هذا الشخص من نقص داخلي.. ما أجمل أن ننشغل بإصلاح عيوبنا.. وتصحيح أخطائنا .. ما أجمل أن يكون همنا هو تعديل تفكيرنا وتوجيهه للإيجابية .. فالنقص في كل إنسانٍ موجود ... وكم هو رائع أن نبذل كل الجهد في تقويم هذه الأخطاء، وتوجيهها لنبني أنفسنا، لا لنهدم غيرنا والتقليل من شأنهم ... إن قصصا كثيرة نعرفها تدور جميعها حول كيف يستميت بعض الناس في مراقبة الآخرين، وليس ذلك سوى انعكاس لما يعيشه معظم الناس من الفراغ وجهل وعدم ثقة بالنفس.. ولا بالآخر. وما أكثر هذه القصص في مجتمع النساء .. فهذه تبدع في إخراج عيوب الأخرى لأنها أجمل منها.. أو لأنها أذكى منها..أو لأن بيتها جميل ..أو لطول شعرها أو قصر أنفها.. وهذه صوتها مخيف.. وهذه لسانها طويل.. وهكذا! فراغ ..وجهل .. وتضييع لأثمن أوقات العمر في توافه الأمور ومجتمع الرجال ليس ببعيد عن تلك التصرفات.. وتوجيه العيوب يمينا وشمالا ...هنا وهناك .. فهذا لا يعرف كيف يتصرف.. والآخر لا يختلط بالناس .. وهذا منافق .. وهذا متكبر.. وهذا يتظاهر بالإخلاص.. وهكذا!! هل هذا يليق بنا؟ ألا نشعر بالتفاهة واللامبالاة في قرارة أنفسنا ..ألا نرى أننا بهذه الأفعال نرسم صورة مشوهة تعبر عن مكنونات أنفسنا.. مَن نحن ومَن نكون؟ يا ليتنا تفننا في نقد أنفسنا لتعديل سلوكها كما نبدع في نقد الآخرين ومحاولة إظهار عيوبهم!! هي أخطاء نقع بها جميعا ...أخطاء تعتري مجتمعنا بشكل عام ...أخطاء علينا إصلاحها .. ومحاولة توجيهها لمكانها الصحيح حتى نكون كبارا ولو مع “أنفسنا”!