حذر المبعوث الدولي كوفي عنان من احتمال اشتعال حرب أهلية في سورية، وهو ما أثار التساؤل حول ما إذا كان تحذير عنان يستشعر الخطر، أم أن الخطر قد بدأ بالفعل، ودخلت سورية في حرب أهلية فعلية. لقد جاء هذا التحذير متزامنا مع تصريحات ممثل الصليب الأحمر الذي زار سورية والذي أوضح فيها أن بعض المعارك التى جرت في حمص وإدلب يمكن وصفها بأنها جرائم حرب، واتهم النظام وقوى المعارضة المسلحة بممارسة ذلك، هذا بالإضافة إلى تدفق السلاح عبر لبنان وتركيا ومن إيران لطرفي النزاع، وهو ما يشير إلى أن الأمر بدأ يدخل منعطفا خطيرا. فالمجلس الوطني الذي تم الاعتراف به من جانب أصدقاء سورية لايزال يواصل سعيه لحرب التدخل العسكري الدولي، والبحث عن تسليح ثقيل .يواجه به القدرات العسكرية للنظام، وتركيا الطرف الإقليمى الرئيسي لاتزال تتخوف من تصاعد الحرب الأهلية وانعكاساتها على الداخل التركى، بينما لايزال الموقف الدولي يراهن على خطة كوفي عنان لتهدئة الأوضاع لتمرير الوقت، حيث لا تتوافر خطة بديلة لذلك حتى الأن، خاصة أن الولاياتالمتحدة وعدد من الدول الأوروبية المعنية لديها استحقاقات داخلية تمنعها من التورط في خطط بديلة في سورية التوقيت الحالى. وفي ظل هذه البيئة الإقليمية والدولية العاجزة يشتعل الموقف الداخلى في سورية في الوقت الذى لاتزال فيه قوى المعارضة على اختلافها تشهد انقسامات واضحة، وفشلت الكثير من الجهود لتوحيدها، والدليل على ذلك التشتت الذى تعانيه المعارضة السياسية ، وإعلان اللجنة التحضيرية لإعادة هيكلة المجلس الوطني فشلها، والخلافات المتصاعدة بين جيش سورية الحر وقوات التحرير، ويتصاعد بالتزامن مع ذلك الحديث عن عمليات تهجير من مناطق في ريف حمص وحماة تنذر بحرب طائفية، وإلى جانب ذلك تصاعد الحديث أيضا عن نشاط لتنظيم القاعدة حيث أكد خبراء عسكريون وأمنيون أمريكيون وأوربيون حضورا متزايدا للتنظيم فى سورية ، الذي وفرت بعض خلايا له وفدت من العراق وليبيا فضلا عن إفراج النظام السوري عن بعض العناصر التابعة لهذا التنظيم، والتى كانت مسجونة لديه مناخا إيجابيا لنشاطه، الأمر الذى يطرح الكثير من المخاطر على مستقبل الثورة السورية والوطن السوري في النهاية.