جمعنا كثيرا بين الذات والموضوع في أنحاء شتى وفصلنا العلاقات الأحادية والمزدوجة في جميع العلوم والقضايا ووضعنا أبعادا إضافية لكل ما حولنا من مناهج ووحدات رئيسية وفرعية وثانوية, ولكن هناك نقطة هامة لم نربطها بباقي النقاط ولم نبسط لها سككا ممهدة لتسير كباقي العلوم بيسر وسهوله, أغدقنا العطاء على المرجعيات والأفعال والأقوال والصراعات الاجتماعية, التي لا تتوقف عند حقل معين, وتجاوزنا الطبيعة التي تزخر بالكثير من الجمال, وبذلك تقتضي إنشاء حقول فنية ترمز للبعد الخيالي وتضاعف خطوط الأبعاد الخارجية داخل مخيلة الفنان ونصوص لا تتعارض مع البيئة العامة. إن الشأن الإبداعي الذي ينمو داخل كل فرد ينبض بالحياة ويبحث عن دوافع كافية, لدى كل منا فراغ، وعليه أن يملأه بالجمال والحس الإبداعي والنموذج السحري من الفاعلية, وتوظيف الحلقات المفتوحة التي تحيط بكل الأشياء والجوانب والصور وتوظيفها على نحو كاف, لا تخضع لقواعد العشوائية بل إلى قاعدة صلبة للفن والمهارة الإبداعية خالية من الفرضية والالتزام بعيدا عن مبدأ معين وتقييد مباشر. الفن ضمن ظواهر الطبيعة ينمو كجذع شجرة على ساعد قوي قام بتوزيع البذور على صفحة الأرض الخصبة فكان النتاج كالمطر يبث الجمال والدفء في كل مكان وحوله أفكار متعلقة بالتكوين الموسيقي المصاحب للأنغام الرائعة. إن المؤثرات كثيرة تفسر الغموض وتتناول الحقائق بوجود إبداعي متقلب بين الاستمرار أو التوقف، وكلاهما مرتبط بالنجاح والإخفاق . قال إيمانويل كانط: يتميز الفن عن الطبيعة مثلما يتميز (الصنع) عن (الفعل) أو (إحداث) شيء ما بوجه عام, كما يتميز منتج الفن باعتباره أثرا إبداعيا عن منتج الطبيعة بوصفه مفعولا أو معلوما, ولا ينبغي, على صعيد المبدأ، أن نطلق اسم الفن إلا على الإنتاج الحر, أي على الإبداع الذي ينشأ عن إرادة حرة تجعل العقل أساسا. الفن صيغة نشطة لا يقيدها نقص الحرية وعلاقة مترابطة مع الطبيعة والإبداع والمهارة والغريزة والحرفة, هي كل شيء ارتبط بالنشاط الحر الذي ابتدأ باللعب والمحاولة إلى أن يوظف كل الإمكانات على نحو حرفي نشط مضيء وشاق ومميز يدرك غاية إلزامية ترتب الصور وتقدر عروض الهوايات التي تجعل من الصخر لوحة رائعة نحتت بكل فاعلية. إن معالم الفن نموذج جمالي في دائرة الحياة , مهما كان التداخل والتناقض والتضاد في المجتمعات علينا فصل الفنون عن مخرجات الواقع, وتشييد أبراج عالية لها بكل أنواعها ودعمها وحماية الفن من كل التزام يقيد المهارة ويكبح الإرادة, لأن الفن نشاط إبداعي حر كما قال لنا علماء الفنون والهندسة.