تحتضن قاعات «قصر التذوق» في الإسكندرية صالون الخط العربي السادس الذي افتتحته القنصل الأميركي في الإسكندرية جواندولين كاردنو وقنصل عام ليبيا مولود عبدالسلام عصمان ومدير مركز التذوق جمال ياقوت، والذي يستمر حتى نهاية الشهر الجاري. ويشارك في المعرض 13 فناناً ب 42 عملاً، وتنظم الاحتفالية كل خمس سنوات لصفوة فناني الخط العربي، إذ يتم الاحتفاء بهم ومنحهم شهادات تقدير وميداليات باسم جمعية محبي الفنان سعيد عبدالقادر لمبدعي الخط العربي تقديراً لعطائهم المتجدد وإحياء للفن الذي شارف على الاندثار في خضم التطور التكنولوجي. ويقول الفنان سعيد عبدالقادر ل «الحياة» إن الصالون أنشئ منذ سبع سنوات لإحياء هذا الفن الجميل من خلال استخدام مواد مبتكرة وخامات لا تستخدم في كتابة الخط في شكل اعتيادي مع المحافظة على حساسية صناعة هذا الفن. ويضيف: «يتميز المعرض في المواد المختلفة التي تكيفت معها مهارة الفنانين وزادت من أصالة ذلك الفن، فمهارة الخطاط تتلخص في حفاظه على المهارات والأبعاد الصحيحة، أما إبداعه فيتمثل في إعادة تشكيله للحرف، وطريقة تكوين اللوحة الخطية تظهر مقدرة الفنان ومدى سيطرته على كتل الفراغ وتوزيعها، ما يوضح التفاوت بين أسلوب فنان وآخر». والمعرض ثري بلوحاته إلى حد كبير، إذ يشمل فروعاً عدة في الفن المسخر لخدمة الخط العربي، فالمشاركون قدموا أعمالاً بألوان الغواش والألوان المائية وأعمال حفر على الجلد وأعمالاً ضخمة من خشب الزان مكتوباً عليها لفظ الجلالة وآيات من الذكر الحكيم بطريقة غير مسبوقة. كما قدّم الفنان سعيد عبدالقادر عملين مبتكرين أحدهما مطعّم بالصدف بطريقة جديدة تقدم للمرة الأولى في معارض الخط العربي في العالم العربي ومحفور في الوسط لفظ الجلالة، والأخرى استخدم فيها زجاج الأوبالين ورسم عليها لفظ الجلالة بحجم كبير بالخط الكوفي. وتشارك في المعرض الفنانة الشابة صوفيا عبدالمنعم الخولي بعملين أولهما رأس صقر من خلال الخط العربي والآخر «هو الله» مكررة باستخدام ورق الكوريشة مستخدمة الألوان في تناغم يبين مقدرتها الفذة في ابتكار المجموعات اللونية المتناسبة، وهي المرة الأولى التي يتم عمل لوحة خط عربي باستخدام ورق الكوريشة الملفوف. ويقدم زكي حسن أربعة أعمال من خشب الزان المحفور، موضحاً أن القرآن الكريم يعطي للفنان الكثير من الإيحاءات التي تجعله يبرزها في لوحات رائعة أصيلة. ويرى حسن أن هذه الأعمال تنحت كقطعة واحدة خشبية والإطار الخشبي المحيط باللوحة نحته بنفسه من كتلة العمل ذاتها. كما شارك في المعرض الخطاط المعروف حمدي زايد وقدّم عدداً من اللوحات بالخط الفارسي والديواني والثلث. ويقول زايد: «الأساليب التكنولوجية، باتت المؤرق للفنان الخطاط، خصوصاً أن الاستخدام المفرط للحاسوب في معالجة الخط، أثّر في أصالة الخطاط العربي وأسلوبه، على رغم دوره الجمالي». ومن المشاركين في المعرض أيضاً الفنان محمد عبداللطيف بثلاثة أعمال نحت على الرخام والغرانيت والمنحوتات عبارة عن كتلة واحدة نحتت على شكل آية من آيات القرآن الكريم.