من قال إننا لا نفهم الاستدامة؟! نحن جل من فهمها وطبقها بحذافيرها وبكل أوجهها... بالله عليك، ألم تر كيف يقلل بعض المسؤولين ظهورهم الإعلامي؟ أليس هذا نوعا من أنواع «الترشيد»؟ إحدى مفردات الاستدامة.. ألم تر كيف يقوم المسؤول الجديد بإعادة استخدام أفكار المسؤول القديم بتغليف مختلف؟ أليس هذا «ابتكارًا»؟ إحدى مفردات الاستدامة.. ألم تر كيف يطلق القائمون على المنتديات والملتقيات التوصيات نفسها كل عام؟ أليس هذا «إعادة تدوير»؟ إحدى مفردات الاستدامة.. ألم تقرأ عن الشراكات بين القطاع العام والخاص في كل المجالات؟ أليس هذا ما يسمى «بالشراكات الاستراتيجية من أجل التنمية» والتي هي ثامن هدف من الأهداف التنموية للألفية؟ إحدى مفردات الاستدامة... ألم تسمع مناداة المسؤولين بضرورة تطوير نوعي للقوى البشرية وإطلاق الصناديق وتنويع مصادر الدخل وتحقيق التنمية المتوازنة ؟ أليس هذا «استدامة الرؤية»؟ إحدى مفردات الاستدامة... فنحن جل من طبق الاستدامة! ونركز عليها لدرجة أننا نسينا «التنمية» المعنية بالاستدامة.. فجاءت الاستدامة دون التنمية وتركت الخطط الخمسية الأولى والثانية (...) والتاسعة حبرا على ورق. لذلك استدامت التحديات والاحتياجات وتداعياتها من البطالة والفساد الإداري وغيره! أما آن الأوان لكسر هذه الدائرة؟؟ دائرة الاستدامة العقيمة! لنكسرها بفكر تنموي يصاحبه نقلة نوعية بالشراكات وتعديل السياسات والنظم البيروقراطية المعمول بها، وتفعيل مفردات الإصلاح الإداري وعلى رأسها الشفافية والحوكمة والمساءلة والقياس والتقييم... كسر هذه الدائرة وحده كفيل بتفعيل هذه الرؤية والتوصيات والأفكار والحلول وتحويلها إلى آليات عمل وواقع ملموس يساهم في تحقيق التنمية المستدامة. كسر هذه الدائرة ممكن، فقط إن التقت الاستدامة بالتنمية! * خبيرة في التنمية ومستشار غير متفرغ في مجلس الشورى [email protected]