حملت الدورة الثانية والثلاثون للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بالرياض 2011م لأبناء الخليج، ملامح مستقبل مشرق حين تضمت دعوة ضافية في مناسبة غير عادية حين وضع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حجر الأساس لفكرة التحول من مرحلة التعاون لمرحلة الاتحاد في أعقاب ثلاثين عاما من التأسيس لوحدة خليجية كانت منتظرة قبل عقود. وتحتم التعاضد والتحاد تجاه المصير الواحد. وتضمنت كلمته التاريخية أمام القمة دعوة صادقة ومخلصة لتوحيد الصف والكلمة في وجه التحديات والمتغيرات حين قال: «بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين. إخواني أصحاب الجلالة والسمو، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أحييكم في وطنكم المملكة العربية السعودية، سائلا المولى عز وجل أن يجعل من اجتماعنا هذا مدخلا لتحقيق ما نصبوا إليه تجاه أوطاننا وأهلنا في منطقة الخليج العربي والأمتين العربية والإسلامية. أيها الأخوة الكرام: نجتمع اليوم في ظل تحديات تستدعي منا اليقظة، وزمن يفرض علينا وحدة الصف والكلمة. ولا شك بأنكم جميعا تعلمون بأننا مستهدفون في أمننا واستقرارنا، لذلك علينا أن نكون على قدر المسئولية الملقاة على عاتقنا تجاه ديننا وأوطاننا. كما أننا في دول الخليج العربي جزء من أمتنا العربية والإسلامية، ومن الواجب علينا مساعدة أشقائنا في كل ما من شأنه تحقيق آمالهم وحقن دمائهم وتجنيبهم تداعيات الأحداث والصراعات ومخاطر التدخلات. أيها الإخوة الكرام: لقد علمنا التاريخ وعلمتنا التجارب أن لا نقف عند واقعنا ونقول اكتفينا، ومن يفعل ذلك سيجد نفسه في آخر القافلة ويواجه الضياع وحقيقة الضعف، وهذا أمر لا نقبله جميعا لأوطاننا وأهلنا واستقرارنا وأمننا. لذلك أطلب منكم اليوم أن نتجاوز مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد في كيان واحد يحقق الخير ويدفع الشر إن شاء الله. هذا وأسأل الله تعالى أن يبارك في هذا الاجتماع، وأن ينفع به أمتينا العربية والإسلامية إنه خير مسئؤول وأكرم مأمول. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».