فضّل عدد من شباب وفتيات المدينةالمنورة استغلال أوقات إجازتهم الصيفية في القيام بأعمال تطوعية بدلا من استغلالها في الترويح عن أنفسهم وترفيهها بالسفر أو الدخول في دورات تدريبية أو وظائف موسمية. وكان العامل المشترك بين أغلب المتطوعين والمتطوعات الذين التقت بهم "الوطن" أنهم طلاب في مرحلتهم الجامعية، حيث أشار طالب الطب بجامعة طيبة عبدالعزيز مبارك إلى أنه بدأ العمل التطوعي في السنة الثالثة من دراسته بكلية الطب رغبة منه في الخروج عن روتين الدراسة وإشباع رغبته الخاصة بتجربة كل جديد مفيد، وقال: إنه انضم كعضو في نادي طيبة الطبي، حيث كانت أنشطة النادي تتنوع من حملات توعوية تخدم المجتمع ودورات ومحاضرات طبية تخدم طلبة الطب والعاملين في المجال الصحي وأنشطة تطويرية لأعضاء النادي، بعدها شارك في تنظيم بعض أنشطة الكلية وجمعية أطباء طيبة الخيرية ومجموعة غير حياتك وجمعية المدينة لأمراض الدم، وأكد مبارك أنه من خلال عمله في تنظيم تلك الأنشطة والتنسيق الإعلامي لها اكتسب العديد من الخبرات التي قال: إنه لم يكتسبها من الكتب و المراجع الأمر الذي يعزز الثقة بالنفس ويوسع الأفق والمدارك كتنمية حس العمل الجماعي والإداري وتكوين علاقات واسعة في مختلف المجالات وطريقة سير المعاملات الحكومية الرسمية عند إقامة أي نشاط للمجتمع، إضافة إلى اكتساب خبرة في كيفية التعامل مع مختلف طبقات المجتمع باختلاف ثقافاتها ودرجات تعليمها واكتشاف قدرات الذات الخفية وتنميتها ومعرفة المواهب المغمورة وإدارة الوقت ما بين الحياة الشخصية والجامعية والعائلية والاجتماعية، وأضاف مبارك: "أنا أعتبر العمل التطوعي كبيئة عمل مصغرة لما سنواجهه ونعيشه في الحياة العملية بعد التخرج، إضافةً إلى أنه زكاة العلم الذي أتعلمه، وزكاة فترة الشباب التي أعيشها". فيما أشارت روان محمد طالبة جامعية إلى أن فكرة العمل التطوعي تولدت لديها من خلال مشاهدتها لبعض الحملات التطوعية والبرامج التلفزيونية التي تهتم بهذه المواضيع ومدى تأثيرها على الفرد والمجتمع وما لها من أجر وثواب عند الله، وقالت روان: إنه كان لديها رغبة شديدة للانضمام لحملات تطوعية، ولكن دراستي الثانوية كانت عائقا بينها وبين الانضمام والمشاركة بها، ولكنها الآن وبعد أن أصبحت طالبة جامعية أتيحت لها الفرصة كما ذكرت لتكوين مجموعة زميلاتها اللاتي لديهن ميول واهتمام بالعمل التطوعي هادفات من ورائه إلى خدمة الآخرين والأجر من الله عز وجل، وذكرت روان أن أول الحملات التطوعية التي شاركت بها قبل شهرين حملة "يلا نظافة" بمجمع كليات السلام، وقالت: إنها حملة توعية تثقيفية معنية بالنظافة ونشر التوعية بين أفراد المجتمع والتنويه بأهمية النظافة ودورها في الحياة، مؤكدة أنها اكتسبت منها كيفية التعامل مع طبقات المجتمع المختلفة، واكتساب الخبرات الحياتية، والأهم من ذلك حسب قولها الموازنة بين الدراسة والعمل التطوعي، مؤكدة أنه على الرغم من انشغالها عن الأهل والأصدقاء الذي قالت إنه كان صعبا للغاية خصوصا أنها مازالت في مرحلتها الجامعية الأولى إلاّ أن دعوات المستخدمات اللاتي خففت العبء عنهن كانت كافية لنسيان المشاق والصعوبات التي واجهتها أثناء تنظيم الحملة. وذكرت إسراء إسكوبي طالبة جامعية أنها اعتادت منذ سنوات سابقة أن تقضي إجازتها الصيفية في القيام بأعمال تطوعية بمؤسسات وأندية وجمعيات خيرية بالمدينةالمنورة، وذكرت إسراء أنها تشارك حاليا مع مجموعة "غير حياتك" الاجتماعية التطوعية كرئيسة للجنة الإعلامية، مشيرة إلى أن أغلب عضوات المجموعة هن فتيات جامعيات، وقالت: إنهن يتعرضن أحيانا للضغط في العمل إلاّ أنهن يحاولن التوفيق دوما بين الأهم والمهم من الناحية العلمية والناحية الاجتماعية، وقالت: إنها تشارك أيضا في تنظيم بعض المحاضرات والفعاليات مع النادي العلمي السعودي وتحضر الدورات وورش العمل المقامة في الجامعة، لأن ورش العمل والمحاضرات كما ذكرت تختزل خبرة ومهارة سنين في ساعات وتفتح للفتيات عدة أبواب وتريهن كل المفاتيح، وأحيانا توصلهن حسب قولها لغاية تبدو بعيدة بأيسر الطرق لوجود من يوجههن ويرشدهن للطريق الصحيح، وأكدت إسكوبي أن الدراسة ليست عذرا للتخلي عن الأنشطة الاجتماعية، مشيرة إلى أنها تفضل دوما أن تقترن الأعمال التطوعية بمرحلة الدراسة حتى يتسنى للخريجة أن تختار المجال الذي يناسبها للعمل بعد أن جربت كل أو أغلب ما يستهويها خلال مرحلة الدراسة، وأضافت: "الإنسان ينجز في أوقات الضغط أكثر مما ينجز في الأوقات التيِ لا هدف ولا خطة لها، وإخلاص النية والتعلم لأجل العلم والتخطيط السليم خير معين ليوفق الطلاب والطالبات القائمون بأعمال تطوعية بين دراستهم وأنشطتهم الأخرى". فيما أكدت رقية العمرو طالبة جامعية أن العمل التطوعي ساهم في توسيع دائرة علاقاتها الاجتماعية وأكسبها طرقا عديدة في فن التعامل مع مختلف الشرائح والثقافات، وأكدت أنها حريصة على استغلال إجازتها الدراسية في إنجاز أعمال تطوعية لما لمسته من مردود إيجابي على حياتها.