سألته.. أي فستان ترتديه في الحفل المدعوة إليه بعد ساعات.. جربت أمامه فستانا.. واثنين، وثلاثة، وكل مرة بالكاد.. يرفع عينيه عن جهاز «اللابتوب» كي يقول لها (موب شين) أي (ما هو شين)!! ثم يعود إلى ما كان عليه يتصفح «الإنترنت» ويشارك في «تويتر» !!.. عادت إليه قائلة.. هذه ثلاثة أي واحد منها أرتديه؟! رد .. «وشو الثلاثة.. إيش» !!! علقت.. الفساتين الثلاثة التي ارتديتها الآن أمامك أي واحد منها ترى أنه الأفضل رد على عجل.. ما شاء الله عندك ثلاثة فساتين!!!!!!! كأنما هو لم يكن معها طيلة الساعات الماضية!! جسده على الكرسي أمامها أما عقله وفكره وروحه وتركيزه فخارج أسوار البيت «السعيد» !!!! زحفت مكسورة الخاطر.. تلعن حظها العاثر.. فلديها زوج يقول رأيه للجميع لكن ليس له رأي فيها!! صورت فساتينها وبعثت لصديقتها تسألها أن تساعدها في الاختيار.. راحت الرسالة المصورة عبر «الآيفون» إلى الصديقة العزيزة!! لقد دخلت أجهزة الاتصالات المبتكرة حياتنا فقلبتها رأسا على عقب.. فلم يعد من الضرورة عند البعض تحديد مواعيد للتلاقي.. صاروا يتبادلون الرسائل والصور وكل التفاصيل عبر الأجهزة النقالة.. وكما تأثرت الأخبار والحوادث والأسرار باختراق الاتصالات الحديثة تأثرت أيضا العواطف والعلاقات الإنسانية!! والأسرية.. فالرجل أعلاه عينه من بعض رجال اليوم الذين يجلسون في بيوتهم زعما منهم أنهم.. (بيتوتيون) لا يخرجون للسهرات ولا استراحات ولا سفريات وليس لديهم ما يشغلهم عن البقاء في البيت... لكن الحقيقة أنهم يجلسون بأجسادهم فقط.. معظمهم يفضل الجلوس مع الكمبيوتر والمحمول والآيفون وليس مع الزوجة أو الأبناء!! فهؤلاء الذين هم «العائلة» الخاصة، لهم ربما بعض الوقت إما على الغداء أو العشاء في حين أن معظم الوقت في الليل.. والنهار للأجهزة النقالة التي تقوم بعمليات التواصل الاجتماعي ! بعض الناس علاقته مفككة.. بأسرته بينما علاقته مترابطة مع الغير!! وبعض الزوجات زادت وحدتهن رغم كونهن متزوجات.. كما تقول بطاقة الهوية ! فالجلوس في البيت يبني الجدران ولا يزيلها بينهن وأزواجهن!! هي في عالم وهو في عالم آخر!.. ومعظم الوعاظ والدعاة والناصحين التربويين يجتهدون في نصح الزوجات أن عليهن جذب أزواجهن للمنزل ! في حين أنهم لا يجتهدون ربع الجهد ذاته كي يقولوا للأزواج كيف يجذبون نساءهم إليهم !! كأنما هو مفروغ منه أن الرجل يهرب والمرأة تلصق!!! أو مفروغ منه أن.. الرجل هايم والمرأة متيمة!!! وهو يصد وهي تركض وراه!! وبذلك أصبحت المرأة بعيدة عن تهمة الخيانة الزوجية وصارت هذه التهمة للرجل فقط، وبعض الرجال يزهو بها لأنها دليل الفحولة والرجولة في نظره!! ومن العبط اليوم الاستمرار في هذا الظن المزعوم فالخيانة إنسان.. والإنسان رجل وامرأة ولا خيانة دون طرفين!! لقد ارتدت أمامه ثلاثة فساتين ما شاف منها ولا واحد وكانت النهاية الاستعانة بصديق! وبعض الزوجات يلجأن إلى البحث عن المفقود خارج البيت! من خلال الاتصال والتواصل والأجهزة النقالة.. فالكلمة الحلوة مطلب إنساني وليس مطلبا نسائيا فقط!! ونخطئ جميعا لو كنا نتصور أن الرومانسية هي المطلوب فهذا كلام أفلام، إنما المطلوب صحوة تعيد الدفء للبيوت التي أصبحت من حجر!!!. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة