صديقي.. حين تروي قصة أغلى ناقة «بمزاين الأبل» التي تجاوز سعرها 50 مليونا، أو لوحة «صبي وغليون» للفنان الإسباني بابلو بيكاسو، التي رسمها عام 1905م، فبيعت عام 2004م ب 104.2 مليون دولار. ستثير قصتك الحنق والحلم واللامبالاة في آن واحد، ولكل فئة أسبابها التي تراها موضوعية، ليستدعوا الحنق أو الحلم أو اللامبالاة . الحانقون على قصتك «أو غالبية الحانقين» هم أولئك الذين وبسبب عدم تكافؤ الفرص، وعدم قبولهم للواقع، يتنامى بداخلهم ما يمكن تسميته «الحقد الطبقي»، وليفرغوا حنقهم يستدعون كل ما هو أخلاقي لينقضوا على ذاك الشخص الذي اشترى الناقة أو اللوحة، ودون هذا التفريغ لن يتوازن جسدهم، وسيبشرهم الدكتور بأن «الضغط» أصبح رفيقهم. الحالمون هم من نفس طبقة «الحانقون»، لكنهم راضون بالواقع الذي وقع عليهم، ولأنهم فقدوا الأمل بتغير واقعهم يذهبون للحلم، وقصتك هذه تغذي حلمه، إذ يتخيل أن تلك الناقة أو اللوحة ملكه، وأنه باعها وأصبح ثريا، فيبدأ بتشييد قصره وسياراته، وإن كان يحب التعدد سيصبح بيته مجمعا من أربع فلل لزوجاته، وما إن ينتهي من هذا التشييد، إلا وينفض رأسه ليعود للواقع، فهو مضطر للذهاب إلى عمله كحارس للبنك. اللامبالون هم أقلية عادة، لأنهم ينظرون لقصتك من باب الحرية الشخصية لمن اشترى الناقة أو اللوحة، وأن هذا خياره الشخصي الذي لا يحق لهم مشاركته فيه. هم كذلك أي اللامبالون يؤمنون بنسبية التبذير، وأنه لا يمكن لأحد فرض رقم معين إن تجاوزه الإنسان دخل دائرة التبذير، فحين تملك 100 ريال وأردت شراء شيء ما بريال، لن تطرح فكرة التبذير فالريال لن يهز ميزانيتك، كذلك من يملك 100 مليار، يصبح المليار بالنسبة له مثل الريال بالنسبة لك. فكيف نتهمه بالتبذير مع أنه صرف نفس النسبة التي صرفناها 1 %؟. التوقيع : صديقك [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة