كانت الرسامة اللبنانية الشابة أنّا عبس في الطائرة الأثيوبية التي غادرت مطار بيروت مساء 25 كانون الثاني (يناير) 2010 وما لبثت أن تعرضت لعطل أدى الى سقوطها ولم ينج أحد من ركابها. هذه الرسامة الشابة ابنة السابعة والثلاثين كانت تهيئ معرضاً لأعمالها المتميزة، لكنّ الموت سبقها وحال دون تحقيق حلمها. إلا أن هذا الحلم حققته عايدة شرفان صاحبة الغاليري التي تحمل اسمها (وسط بيروت)، فجمعت أعمالاً عدة لها في معرض افتتح أمس. ولعل الأعمال المعروضة تدل على الموهبة الكبيرة التي كانت تتمتع بها هذه الرسامة التي رحلت في مقتبل ربيعها. أما لوحاتها فتستعيد مشاهد من الحياة اليومية، الخاصة والحميمة، وكأنها مقطوفة من الواقع، الواقع الحلمي حيناً، والواقع الشديد الواقعية والنافر في تفاصيله. وهذه المشاهد تضم أشخاصاً، هم شبان وشابات في الأغلب يعيشون في لحظات من الوحدة والاستراحة أو اللقاء. أشخاص يبحثون عن أنفسهم مسكونين ببعض العبث واللامبالاة والألم. ولعل هذا المعرض يعيد الى هذه الرسامة الشابة ما تستحق من تكريم خصوصاً أنها كانت تؤثر دوماً البقاء في الظلّ والعمل بصمت بعيداً عن ضوضاء الإعلام.