القارئ بدر الحربي من مكةالمكرمة بعث إلى أفياء برسالة تتضمن إعجابه بأحد المقالات التي نشرت فيها قبل عامين بعنوان (مسدودة طرقي). وعنوان المقال مجتزأ من بيت شعر للشاعرة العراقية الرائعة لميعة عمارة (لكنها طرقي مسدودة أبدا،، وإن تباهت بوفر الماء والعشب) وهو بيت ورد في قصيدة لها تناجي فيها الحبيب بعد أن طال البعد بينها وبينه: ما زلت مولعة تدري تولعها،، مشدودة لك من شعري ومن هدبي مرالخريف بعيد الصيف، والتحفت،، من بردها الريح في تشرين بالسحب ولا سؤال، ولا أصداء من سمر،،، فهل لصمتك يا أفديك من سبب؟ وهذا القارئ يعبر عن إعجابه بما كتب ويقول إنه سبق له أن طالب قبل سنوات بمقالات مشابهة، لكن الرد جاءه بأن «حال الأمة العربية والإسلامية والصديقة المتدهور الذي تعيش فيه ما هو إلا بسبب هذه المقالات وأشباهها». وبدر يقول: «مضت سنين عدة وحال الأمة باق على ما هو عليه لم يتحسن، وخلال ذلك لم أر إلا القليل من هذه المقالات الجميلة، إنني متمسك بمطالبتي بمثل هذا المقال الرائع الجميل». أشكر الأخ بدرًا على تفاعله مع المقال وإعجابه بشعر لميعة عمارة، وبودي أن ألبي طلبه وأن أقدم له ولأمثاله من القراء الذين يقبلون على قراءة المقالات ذات النفس الأدبي الرومانسي، إلا أن كتابة المقالات لا تختلف أحيانا عن كتابة الشعر، هي حالة من الإلهام أو تهيؤ (المزاج)، فليس في كل الأوقات يجد الكاتب في نفسه استعدادا للكتابة نحو فكرة لم تنبض بها روحه وإنما تساق إليه من خارج الذات، لكي نكتب عن فكرة ما لابد لنا من التفاعل معها، وغالبا تفاعلنا مع الأفكار يرتبط بحالتنا النفسية، أحيانا نستجيب لفكرة ونفتر تجاه أخرى من غير سبب واضح!! لكن البعض يقولون إننا نتفاعل مع الأفكار التي تخاطب مشاعرنا وتلامس جانبا خفيا يستكين في أعماقنا فننطلق نتحدث عنها من خلال ذلك المخزون العميق في نفوسنا. ومن خلال التجربة الشخصية أجد أحيانا أن الفكرة التي أقابلها اليوم ببرود فتتجمد الحروف أمامها حتى لا أستطيع التعبير عنها بكلمة، حين أعود إليها في يوم آخر أحس لها دفئا مختلفا ونبض حياة يسري في القلب ليطلق العبارات من عقالها لتنقل ما تجيش به المشاعر. الكتابة التفاعلية غير الكتابة المهنية، الكتابة المهنية لا تقتضي تفاعلا ذاتيا تتحرك له الانفعالات، هي كتابة خارج الذات أقرب ما تكون إلى أداء عمل مهني فمن يكتب يطالب بإصلاح مشكلة أو محاسبة مقصر أو مراقبة مهمل، هو أشبه بموظف يكتب (معاريض) لا تقتضي منه كتابتها سوى معرفة الموضوع الذي يريد الكتابة عنه. أما الكتابة التفاعلية فليست كذلك، الكتابة التفاعلية ترتبط بالمشاعر، والمشاعر تحتاج إلى مثيرات، وهذه المثيرات لا تتوفر دائما ولا يُعرف متى تأتي ومتى تغيب، ربما هي ما يسميه الناس بالوحي أو الإلهام. لذلك فإن (طلبات) القراء قد لا يمكن تلبيتها دائما حتى وإن توفرت النية والرغبة في ذلك. فاكس: 4555382-1 للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة