دشن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز رئيس الهيئة العليا لجائزة ومنحة سموه لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية البارحة، انطلاق جائزة الملك عبدالعزيز للكتاب في عشرة فروع، وذلك لدى رعايته حفل تكريم 18 فائزة وفائزا بجائزة ومنحة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي في المربع بمدينة الرياض. وخاطب وزير الدفاع الحضور في الحفل قائلا: «أيها الإخوة إن تاريخ الجزيرة العربية هو تاريخ العرب وتاريخ الإسلام والجزيرة العربية التي تتشكل منها السعودية هي منطلق العروبة ومهبط الوحي فيها بيت الله بمكة ونزلت فيها الرسالة وكتاب الله العزيز على رجل عربي في أرض عربية بلسان عربي في هذه الجزيرة، ونحن نعتز بذلك ونفتخر به ولكنه يحملنا مسؤولية أكبر ونحن نعتز بعروبتنا وإسلامنا»، وأضاف «عندما قامت هذه الدولة بقيادة الملك عبدالعزيز -رحمه الله- ورجاله المخلصين من هذه البلاد قبل مئة وأربع سنين، وهي والحمد لله بلد العرب وبلد الإسلام، ونحن في بلادنا والحمد لله عاملين بكتاب الله وسنة رسوله وعاملين بعروبتنا الحقيقية التي تجمع كل الأعراق تجمع كل الفئات، وهذه البلاد والحمد لله دستورها الإسلام كما نص على ذلك نظام تأسيس الحكم، فالجميع كل القبائل وكل الإقليم يد واحدة والحمد لله في ظل هذه الدولة التي قامت على العدل والمساواة بين المواطنين عندما وحد الملك عبدالعزيز هذه الدولة وجاء أبناؤه وأكملوا رسالته الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وسمو ولي عهده الأمين مستمرين في أداء هذه الرسالة، والحمد لله بلادنا بلاد خير واستقرار وأمن، وأسال الله عزوجل أن يديم علينا نعمه». واستطرد وزير الدفاع في كلمته، «سأقول لكم كيف بدأت علاقتي بالدارة ويمكن أول مرة أقولها والبعض يمكن يعرف، عندما توفي الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ -رحمه الله- بقيت الدارة فترة من الوقت بدون رئاسة، حيث كانت فيها إدارة بدون رئاسة، فعرض الديوان الملكي على الملك فهد -رحمه الله- أن الدارة خالية من رئيسها بمجلس الإدارة فمن ترى أن يكون فيها وحيث إن العمل عندنا بالتشاور أحالها الملك فهد إلى ولي عهده الملك عبدالله عندما كان وليا للعهد فالملك عبدالله هو الذي رشحني حتى أكون رئيس مجلس الإدارة وهذا يمكن أول مرة تعرفونه»، وزاد «هذه المؤسسة أعتز بها ونحن والحمد لله جميعا في بلادنا نخدم بلادنا في نطاق العروبة والإسلام، ونسأل الله عز وجل أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه وأن يجعلنا هداة مهتدين وهذه الليلة يشرفني أن أكون بينكم، ويسرني أن أهنئ الفائزون ونستقبل آخرين في الأعوام المقبلة إن شاء الله». بعد ذلك، كرم وزير الدفاع الفائزين بجائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز حيث فازت بجائزة رسالة الدكتوراه كل من رسالة (الفنون المعدنية من قرية الفاو: دراسة فنية مقارنة) للدكتورة مها السنان، ورسالة «الإدارة العثمانية وأنظمتها في الحجاز في عهد السلطان عبدالحميد الثاني 12931327ه/1876 1909م» للدكتور دايل الخالدي، فيما فازت بجائزة رسالة الماجستير كل من رسالة «السيرة النبوية في مرويات أنس بن مالك» لوضحا الشهراني، ورسالة «العمل الخيري وأثره في المجتمع المكي خلال العصرين الأيوبي والمملوكي 570923ه/1174 1517م» لفهد بن صالح النغيمشي، فيما فاز في جائزة الكتاب كل من كتاب «بيوت النبي صلى الله عليه وسلم وحجراتها» للدكتور محمد بن فارس الجميل من جامعة الملك سعود، وكتاب «قدسية مكةالمكرمة والمدينة المنورة وفضلهما في كتب اليهود والنصارى» للدكتورة ليلى زعزوع وعصام مدير، وفي جائزة المقالة العلمية منحت الجائزة لمقالة «دراسة الوضع الراهن لمبنى مسجد وسبالة موضي بمحافظة الدرعية» للدكتور عبدالناصر الزهراني من جامعة الملك سعود. بعد ذلك، توج وزير الدفاع الفائزين بجائزة التميز حيث سلم كل من الشيخ أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري، والدكتورة ليلى البسام من جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، وعبدالكريم الخطيب، وحجاب الحازمي، جائزة التميز. وفي الحفل، ألقى الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز الأمين العام للجائزة والمنحة الدكتور فهد السماري كلمة أبرز خلالها أهمية الارتباط بالتاريخ وحفظه والاهتمام به وتقديمه صحيحا للأجيال الذين تتنازعهم سهام التقنية وما يتصل بها من إشاعة الفوضى ونشر الشتيمة والتوسع في الإرباك والتشكيك في المبادئ. وقال: «حمدا لله على ما أنعم به على هذه البلاد الطاهرة بقيادة حكيمة واعية، تقدر العلم والعلماء، وتعي أهمية الحفاظ على تاريخ الأمة، كونه وعاء منجزاتها، ومحتوى عطاءاتها، وموروث أسلافها، فسعت إلى تشجيع الدراسات التاريخية، وبذلت لأجل ذلك الجوائز التقديرية، والمنح السخية، ليتوجه الباحثون نحو تراث آبائهم وأجدادهم، ويسعى الدارسون نحو تحقيق أحداثه، وتسجيل مجرياته، لتعم الفائدة الجميع، وتفيد المكتبة العربية من مخزون تاريخي قيم، وتراث عربي أصيل معتنى به»، ثم عرف بجائزة ومنحة الأمير سلمان بن عبدالعزيز ومراحل تطورها، قائلا: «أضحت أنموذجا يحتذى لكثير من مراكز البحث العلمي، في ظل قائد مسيرتنا، وباني نهضتنا». بعد ذلك، ألقى رئيس مجلس إدارة جمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور حمد بن صراي كلمة أكد فيها أن جائزة ومنحة الأمير سلمان لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية أصبحت محضنا رائدا لدعم الدراسات والبحوث المتعلقة بتاريخ شبه الجزيرة العربية، وقال: «ينجلي بها الغموض عن القضايا والأحداث التي لم تتطرق لها كتابات الدارسين، ويتم فيها تكريم المتميزين في مثل هذه الدراسات والبحوث، وتشجيع الباحثين لإنجاز الرسائل والمقالات والدراسات والكتب وتقديم المنح البحثية في مجالات تاريخ شبه الجزيرة العربية وتاريخ المملكة»، وأضاف «من يستعرض قائمة المتميزين المكرمين، وأصحاب الكفاءات الرائدين وسِيرهم الذاتية الزاخرة يجد تنوعا في ميادين البحث ومجالات الدراسة مما يعطي انطباعا رائعا لأهمية الجائزة وعظم شأنها، فتكريم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للإتحاد، حاكم إمارة الشارقة يعد دليلا بينا على شمولية الجائزة وحسن اختياراتها لأصحاب الكفاءات المتميزين مِن بين خمسة وستين مرشحا ومرشّحة تحقّقت فيهم الشروط التنظيمية والاشتراطات المنهجية على أعمالهم المتقدمة في الفروع السبعة للجائزة والمنحة». وفي الحفل، القى الفائز بجائزة الأمير سلمان في مجال التميز لغير السعوديين سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى بدولة الإمارات العربية المتحدة حاكم الشارقة كلمة عبر فيها عن اعتزازه بالجائزة، مقدرا ما يقوم به سمو وزير الدفاع من خدمة للثقافة والتاريخ والرعاية والدعم للمعرفة، متمنيا المزيد من التطور والتقدم للمملكة، وقال القاسمي: «التكريم من المملكة يختلف كثيرا عن غيرها، محبة وتقديرا وفضلا». بعد ذلك أبرز الفائزون في كلمات متتالية الوحدة الوطنية للمملكة شكرهم لراعي الجائزة والحفل، مؤكدين أن تاريخ الجزيرة العربية زاخر بالإنجازات المضيئة من خلال تراكم خبرات الإنسان وتعاقب حضاراته، وعدو الجائزة بعدا جديدا لأبعاد التنمية الشاملة التي حرصت الدولة منذ عهد الملك المؤسس -رحمه الله- حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على دعم تحديث المجتمع وتطويره مع الحفاظ على هوية المجتمع وتوثيق تاريخه، لافتين النظر إلى أن التكريم تقدير لجهودهم وحفز لغيرهم، واصفين الجائزة بأنها نهر ثقافي غزير الموارد يكرس الجهود لخدمة الوطن والإنسان وتاريخه.