هكذا رد الشاعر العربي الكبير محمد مفتاح الفيتوري علينا، بعد أن هاتفناه في منزله المغربي لنطمئن على حالته ونتأكد حقيقة من كذب إشاعة وفاته التي انتشرت كالنار في الهشيم في مواقع الإنترنت ورسخها ورقيا الشاعر فاروق شوشة بمقالته (أنعي لكم الفيتوري). وكأن شائعة الموت هي التي أعادته لحياتنا فالفيتوري غاب عن مشهدنا الثقافي العربي زمنا طويلا، بعد أن كان ملء العين والبصر. ولكن بعد شائعة موته بدأ الجميع في تذكره وتذكر قصائده وأفريقيته. وبعد عدة اتصالات وصلنا إلى زوجته الأولى آسيا عبد الماجد أم ابنته البكر سولارا وابنه تاج الدين فطمنتنا ونفت الخبر وبشرتنا بأن أهله وأصدقاءه سوف يقيمون حفلا كبيرا بمناسبة سلامته في خرطوم بحري، وأرشدتنا إلى وسيلة الاتصال المباشر به في منزله الأخير في الرباط بالمغرب. وهناك ردت علينا تلميذته وزوجته وأم ابنته أشرقت السيدة رجاة أزمار، التي أبدت انزعاجها من الشائعة وقالت: أول من اتصل للاطمئنان عليه كانت ابنته سولارا من ليبيا ثم توالت الاتصالات بعد ذلك. وعن حياة الشاعر قالت أم أشرقت على لسان زوجها: للأسف منذ إصابته الجلطة عام 2005 وهو بعيدا عن الناس لا يزوره سوى قلة من الأصدقاء ويستقبل بعض الاتصالات من آخرين. وكان من المداومين على الاتصال بشكل متواصل كل شهرين أو ثلاثة، الشاعر منصور الرحباني قبل وفاته والشاعر الوزير الدكتور عبدالعزيز خوجه. وعن جديده الشعري قالت زوجته رجاة: في السنوات الأخيرة وقبل الجلطة توثقت علاقته بالناشرة رغيد الشيخ أدبيا وأسريا، ومنحها حق إصدار دواوينه فأصدرت له عن دار قناديل ديوانه الأخير (عريان يرقص في الشمس)، وبعد ذلك لم يكتب شيئا فحالته الصحية لا تسمح له بل إنه يواجه إرهاقا شديدا أثناء القراءة، وهو الذي كان يسلب الألباب أثناء إلقاء قصائده.