لم تتوقع سكينة المسكين ذات الخمسة وعشرين ربيعا، يوما أنها ستصبح فتاة مشهورة يشار لها بالبنان كلما خرجت لمناسبة اجتماعية، فخريجة صحة الفم والأسنان ضاقت ذرعا من الفراغ العريض فحولته إلى وقت مليء بالمعرفة من خلال تصفح الإنترنت والكتب التي تهتم بصنع أطباق الكعك ذات التصاميم الجمالية. بدأت سكينة تجربتها الأولى في محيطها الأسري من خلال المناسبات العائلية التي تستعرض من خلالها مواهبها في صناعة الكعك: «بدايتي الفعلية كانت بعد التجارب التي قدمتها لعائلتي، وبعد عائلتي بدأت بعرض بعض أعمالي على صفحتي الخاصة في الفيس بوك والتي كانت تجد الكثير من ردود الفعل الإيجابية من الصديقات، ثم أخذت أتصفح الكتب وبعد خمسة أشهر من البحث قررت اختيار خمس خلطات لبدء مشروعي في صناعة الكعك المنزلي، وبالفعل بدأت وعملت لي صفحة خاصة في موقع الفيس بوك وضعت فيها صورة للكعكة التي عملتها في احتفالية ذكرى زواجي فهالتني ردود الفعل فبدأت بعدها باستقبال طلبات الزواج والمناسبات الخاصة. وعن أغرب طلب صادفته من زبونة قالت: طلب قوالب كيك على شكل أشباح ترددت كثيرا قبل قبول الطلب فلم أتخيل يوما أن الكعك قد يتحول بصورته الجميلة وطعمه اللذيذ إلى صورة أشباح؛ لكن الفضول أثارني وقبلت بالطلب وفعلا أنجزته خاصة أن شخصية الأشباح التي طلبتها الزبونة مستقاة من واقع فيلم أجنبي. أما الطلب الذي رفضت عمله فهو طلب من زبونة بأن أصنع لها ألف قطعة من الكيك لمناسبة حفل زواج ونظرا لضيق الوقت لا أستطيع أن أعمل هذا العدد الهائل خلال يوم واحد رغم أني دربت اثنتين من قريباتي على العمل؛ لكن خفت أن أضع نفسي في موقف حرج ولا أنتهي من صنعه في الوقت المحدد فلم أجازف، ولقد واجهت بعض الصعوبات في بادئ الأمر؛ لكن بمساندة والدتي كونها فنانة تشكيلية ولها باع طويل في الفن استفدت منها كثيرا، إضافة إلى مساندة والدي لي خاصة أنه ذو لمسات فنية في الديكور وصناعة المجسمات التي توضع بها قوالب الكعك النهائية، ماساعدني كثيرا في إبراز شكل الكعك وعرضه بطريقة مختلفة، كما كان لزوجي الدور الكبر في دعمي.