هذه الزوبعة التي أثيرت من قبل رهط من ضعاف النفوس.. أشعلوا أوارها بأسلوب يصنعها الصغار ويقع فيها الكبار.. إن الحرية شيء مقدس ومطلب يسعى إليه الجميع.. ولكن ليست الحرية التي تتعدى على حقوق الآخرين.. والتي تضر بالمصلحة العامة وبمصلحة الجميع وتستنزف خيرات البلاد وتهدم كل مقوماتها وتضرب عرض الحائط بمصير الملايين المغلوبين على أمرهم. وكما قال جاب الله في الأهرام.. أننا أمام مشهد سخيف ومخجل من النفاق والانتهازية السياسية والصحافية والإعلامية عجبت لعدد ممن يمكن وصفهم بعواجيز الفرح من مشاهير الكتاب والصحافيين والإعلاميين ومن على شاكلتهم الذين ابتليت بهم المحروسة لتجدهم هم أنفسهم بدون حياء وبكل بجاحة يزاحمون لتصدر المشهد الإعلامي لمصر بوسائله المقروءة والمسموعة والمرئية، بالضبط كما كان عليه الحال في عصر الفساد والاستبداد. ويقول فاروق جويدة.. كان الكتاب المصري في يوم من الأيام من أهم مصادر الثقافة في العالم العربي وكانت الإذاعة المصرية مصدر إشعاع يومي للباحثين عن الفكر والفن والجمال.. وكانت جامعة القاهرة أكبر منارة ثقافية عرفها العالم العربي. وأضيف إننا ندين بكثير من الفضل والولاء لجهابذة العلم والمعرفة والثقافة.. إذ كانت مصر تمتلك ثروة كبيرة من رواد الفكر الذين لعبوا دورا كبيرا في تأكيد وتأصيل ريادة الثقافة المصرية أمثال أحمد شوقى وحافظ إبراهيم والعقاد وطه حسين والمنفلوطى والمازنى والزيات وأحمد أمين.. وكانت القاهرة مركز إشعاع في شتى مجالات الفنون والثقافة والرياضة.. كل ذلك يصدر عن أهلية واقتدار ورصيد علمي قابله رصيد أكبر من الإعجاب العربى.. وبذلك أثروا الثقافة العربية وتتلمذ على أيديهم الكثيرون.. وأنا منهم.. بل إن جيلي والذي قبله ومن سبقنا ومن أتى بعدنا نهلوا من مصادر الثقافة المصرية.. كانت مصر بحق أم الدنيا ولكن وما أقسى وأصعب لكن هذه وقد جاء عسكر الثورة ليهدموا كل تلك المقومات.. ولتصبح أم الدنيا بلدا فقيرا يصل إلى درجة العدم.. وجاءت ثورة 25 يناير فعلق الناس آمالهم على حركة تصحيحية تعيد مصر إلى جادة الطريق.. الطريق القويم ولكن وبعد عام وكما يقول فاروق جويدة أصبحت مصر في آخر السباق.. أمام إهمال أصحابها وجنون المال الذى اجتاح كل شيء.. وأضيف طغيان الفوضى وفلتان الأمر مما جعل الناس في مصر بل العالم العربي كله في حيرة وألم من التخبط ومن الفلتان الأمني الذي أضر بالاقتصاد والاستثمارات وضرب السياحة في صميم فؤادها وكما يقول الشاعر الأفوه الأودي: لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم .. ولا سراة إذا جهالهم سادوا وهذا القول ينطبق تماما على هيئة الحال في مصر وكأن شاعرنا الكبير قد جسد هذا الوضع منذ العصر الجاهلى.. والآن لا نقول: ألا لا يجهلن أحد علينا.. فنجهل فوق جهل الجاهلينا. فنحن لن يحملنا تصرفات هذا الغثاء لأن نغطس في هذا المستنقع العفن مجاراة لتلك الشرذمة المأجورة من المرتزقة.. فالكلاب تنبح والقافلة تسير.. ومصر الكنانة ليست ملكا لهؤلاء الطفيليات وإنما ستكون سحابة صيف سرعان ما تنجلي بحول الله وما بيننا وبين مصر عمق تاريخي قديم منذ فتحها عمرو بن العاص ومنذ استشهد بحديث الرسول ووصيته التي نجلها ونحترمها (استوصوا بأهل مصر خيرا فإن لهم نسبا وصهرا).. وإذا كان الدين واللغة والفكر والثقافة هي القواسم المشتركة بين أبناء الوطن العربي فإن صلة الرحم من أعلى الوشائج وأقواها التي تجمع بيننا.. هدى الله إخوتنا في مصر إلى جادة الصواب ووقانا الله وإياهم شر الأشرار.. وعجل لهم بالانفراج وعودة الأمن والأمان والطمأنينة وسيطرة القانون واستتباب الأمر والأمن.. وحسبي الله ونعم الوكيل. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 132 مسافة ثم الرسالة