كان رمضان يجينا في سنين حارة، وسنين خصرة نفرح به وإلى التهمنا ظهيرة القيض اللي تلفح وجوهنا بالسموم يجينا صقرة في البطن من الجوع والظمأ، كان فيه سنين دمك تخرع اللي ما يخرع، عيشتنا وفطورنا برتكان! وتفاح يقولون لها عندنا خضر وهي فواكه! الشربة ما نعرفها والمكرونة مانعرفها وهالعيشات الجدد ما تنعرف ولا قط جاتنا ولا نسمع بها، نفطر واللي علينا بالخير بعدها فكينا الرادي اللي عنده رويدي نقو شغله وقعد يتسمع على يوميات أم حديجان، ثم بعدها صلينا العشاء ولا كان فيه هاك التراويح والمسيد بعيد عنا في السوق ولا نروح إلا مريرة مريرة! بعدها كل سرى على الكريسي حقه ورقد إلين ما يصحى إلا غبشه قبيل الفجر ثم تسحرنا وكان سحورنا دايم خبزه ممردة بالحليب حق الغنم، اللحم ما حد يتسحر به والدجاج ما حد يعرفه ولا فانت هالعيشة، أحيان يجي صداق في العشر الأولى والعشر الوسطى والعشر الأواخر كل بيت أحيان يذبح له شاه من نُقا الغنم ونتعشى عليها بعد العشاء مباشرة ونعزم عليها الجيارين وعلى هالطروح إلي ليلة العيد، المقاضي ما هي زي اليوم كانت المية ريال تقضي لك كل شي ومن أحسن ما يكون، نشتري ذاك الصدرة وذاك الغتيرة وقويريرة عطر إلى زاد معك شي، أصبح صباح العيد ما تسمع إلى التكابير والوجوه مبششة وتلمع من أجر الصيام لنه كان يتعب ماهو زي اليوم مكيفات ونوم إلى المغرب، بعدها رحنا المصلى وصلينا وتعايدنا وبسرعة على بيوتنا، وكان كل واحد يذبح له شاه من نُقا الغنم وجيراننا يجونا معهم بلحمة أم يد من شاه وإلاّ فقره بليها ! تعايدنا وتغدينا قبل الظهر وبعدها كلا راح على بيته والليلة الثانية نستفقد للشهر كل بيت تقول موتى ماحد يبدي والأنوار فوانيس واتاريك والماء من القربه ماشي تلاجات بس اللي كان يبسطنا فيها حلاوة تعب الصوم وكانت السنين دايم أمطار والعرب ما تعرف الأمراض أللي اليوم، وكانت حياه حلوة والناس تقدر بعض وتتحاب والحمد لله على نعمة الأمن والأمان. معاني المفردات خصرة : صعبة دُمك : بضم الدال وسكون الكاف بمعنى شظف العيش أي سنين قوية القيض : شدة الحرارة صقرة : الم في البطن تخرع : تخوف برتكان : برتقال رويدي : تصغير للراديو المسيد : المسجد غبشة : قبيل صلاة الفجر المقاضي : البضائع نقا : الاختيار الحسن