بدءا من حروفه المائة والأربعين، وصولا إلى خياراته المحدودة مقارنة بسخاء السيد (فيسبوك)، يقف (تويتر) بأرستقراطية تجعل منه خيارا أكثر مثالية للمؤسسات، والنجوم، والمشاهير، وبقية الشخصيات التي تتطلب منها مكانتها المهنية والشخصية تقنين الاحتكاك بالآخرين من عامة الناس، إذ يمكنهم من التغريد معلنين عن آخر نشاطاتهم دون أن يجبرهم على الرد إلا ما قد يتمتعون به من تواضع، ودون أن يتمكن الآخرون من رؤية بعض التعليقات أو الردود المسيئة التي يرسلها بعض المتابعين لهم ما لم يردوا هم عليها. على عكس (فيسبوك) الذي يوفر تواصلا اجتماعيا أكثر تحررا، ودفئا، وتفاعلا، واتساعا، كما يقدم فرصة حذف المتابعين غير المرغوبين من القائمة دون الحاجة إلى حظرهم، وبالمقابل تصعب السيطرة فيه على بعض المتطفلين الذين يتوهمون أن مجرد قبول الشخص الآخر لأسمائهم على صفحته يخولهم للعبث بها واللعب على أرضها بما يشاؤون من تعليقات، وروابط، وصور، ومقاطع متحركة قد لا يرضي مضمونها مالك الصفحة، ما يضطره لتضييق خيارات القبول والتحكم وتعامل الآخرين مع صفحته إلى أقصى الحدود. على الضفة الأخرى من (تويتر) نرى هجوما كاسحا من أفراد لا ينتمون إلى فصيلة النجوم أو المشاهير، ولا يكاد يعرفهم أحد غير أفراد أسرتهم، وربما نسيهم حتى زملاء أيام الدراسة، لكن طمعهم غير الموجه في شهرة ليس لديهم ما يؤهلهم لها، أو رغبتهم في استجداء بعض الاهتمام، يدفعانهم للانهمار على (تويتر) بما يشبه (تسونامي) الثرثرة المكونة من خليط عشوائي يجمع بين التغريد، والزعيق، والتمتمة، والهمهمة، والغمغمة، وتكرار قول أشياء سبق أن قالها سواهم دون إدراك معناها أو حتى الحفاظ على حقوق ملكيتها الفكرية بذكر اسم قائلها الأصلي، أو تمرير كل ما يصلهم من غث، وطويل، وقصير، وسمين، دون أدنى استثناء! ويهبون العذر بهذا للمستر (تويتر) على أرستقراطيته التي أبرزت الفروقات بين الطبقات الفكرية بين الناس. Twitter @zainabahrani