أكد عضو المجلس العسكري للجيش السوري الحر العقيد أحمد محمد الشيخ أن صدور قرار عن مجلس الأمن تحت الفصل السابع بعد ظهور بوادر فشل تحرك المبعوث الدولي والعربي عنان هو مطلب الشعب السوري، ويشكل حاجة ملحة لوقف آلة القتل. وأشار العقيد الشيخ في حوار أجرته «عكاظ» إلى أن الجيش الحر ملتزم بالهدنة ووقف إطلاق النار احتراما لمبادرة عنان وللمجتمع الدولي مع أن وقف إطلاق النار بالنسبة للنظام هو مجرد كلام إعلامي فيما القتل ما زال مستمرا ومتواصلا والتهجير الطائفي في حمص لم يتوقف. وأشار إلى أن عدد أفراد الجيش الحر وصل إلى (خمسين ألف ضابط وعسكري) والانشقاقات مستمرة. مؤكدا وجود عناصر من حزب الله وإيران وجيش المهدي في سورية تقاتل إلى جانب النظام، وفيما يلي نص الحوار . • كيف تقرأ تهديد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه باعتماد الفصل السابع في قرار جديد يصدر عن مجلس الأمن؟ • إن العالم وعبر مجلس الأمن كان كشاهد الزور على الجرائم التي ارتكبها نظام بشار الأسد، والكلام عن الفصل السابع هو خيار لا بد منه لوقف المجازر التي ترتكب بحق شعبنا منذ ما يزيد على السنة، والشعب السوري ومنذ اللحظة الأولى لثورته الشعبية طالب أن يكون العالم أشد صرامة مع بشار الأسد وعصابته. وبعد كل المهل التي أعطيت لهذا النظام المجرم لا يمكن إلا مساعدة الشعب السوري على تغيير هذا النظام بالقوة وهي لغة لا يفهم هذا النظام غيرها، وبالتالي فإن صدور قرار عن مجلس الأمن تحت الفصل السابع هو مطلب الشعب السوري لا، بل يشكل حاجة ملحة بعد كل الدماء التي أهرقت. • كيف تقرأ المسار الميداني منذ إعلان وقف إطلاق النار حتى الآن؟ • وقف إطلاق النار عبارة عن كلام وإعلام لأن جيش النظام السوري لم يوقف إطلاق النار، ولم يلتزم بالهدنة ولا حتى دقيقة واحدة، ونشعر فعلا أن هناك تساهلا دوليا ما مع هذا النظام عبر لعبة المراقبين والتي تترافق مع عمليات عسكرية واسعة كما شاهدنا ونشاهد في حمص. فمع المراقبين العرب ماطل النظام بعملية اختيار المراقبين وهو من اختار الدابي واليوم يلعب نفس اللعبة المقيتة، يريد اختيار المراقبين ليكونوا عملاء معه، إنه يظهر نفسه أنه الأقوى والعالم كله يريد رضاه. • أنتم كجيش سوري حر هل تلتزمون وقف إطلاق النار؟ • الجيش السوري الحر الكل يعرف إمكانياته، فنحن لم نستطع الحصول على السلاح منذ فترة، وهناك تآمر دولي علينا، فطلقة الكلاشينكوف سعرها ثلاثة دولارات؛ فيما الجيش النظامي يتحرك بطول البلاد وعرضها، ويدخل بدباباته ثم يخرج ثم يدخل إلى كثير من المدن ونحن في الأساس استراتيجيتنا دفاعية عن المتظاهرين السلميين فقط لا غير، وبالتالي نحن في الجيش السوري الحر ملتزمون بالهدنة لأننا نعتبر أنفسنا أننا نتعامل مع مجتمع دولي متحضر ولكن بكل أسف لا نرى هذا الأمر موجودا. • كيف تقرأ العدد الهزيل للمراقبين الدوليين؟ • هذا العدد الهزيل في عدد المراقبين يعني استمرار المؤامرة على الشعب السوري، ففي كوسوفو أرسل ثلاثة آلاف مراقب وهي بمساحة إدلب فيما لسورية كلها يرسل ستة مراقبين ثم ثلاثين مراقبا، وهذا العدد في أقصى التفاؤل سيصل إلى مئتي مراقب. فالشعب السوري كله يعلم أن ليس له سوى الله، ونحن لا نطلب من أحد شيئا سنعتمد على إمكانياتنا حتى تحقيق أهدافنا في إسقاط هذا النظام المقيت القذر الذي لم ير العالم مثل أعماله الوحشية، وانتهاكه للأعراض وقتل الأطفال وهدم قرى بأكملها، هدم السدود لإغراق اللاجئين، فهذا النظام عندما يشعر أنه سيسقط، يتبع سياسة الأرض المحروقة. فهذا النظام ليس عنده مشكلة في حرق سورية بأكملها شرط البقاء على كرسي الحكم. • لماذا التركيز من قبل النظام السوري في عملياته العسكرية على تدمير حمص وتهجير أهلها؟ • اولا لأنها قلب الثورة النابض وهي كانت من الأسباب الرئيسية لاستمرارية الثورة، وقصة حمص طويلة تبدأ من لحظة استلام حافظ الأسد لمقاليد الحكم ولقربها من الساحل أراد الأسد الأب أن يحولها إلى بقعة من لون طائفي واحد لتكون دويلته المستقلة إن وجد نفسه محاصرا في الداخل. والآن هذا المخطط ينفذ وقد بدأ قبل سنوات عبر إقامة مستوطنات طائفية داخل حمص لتغيير وضعها الديمغرافي. وما يحصل هو عملية تطهير عرقي وتهجير طائفي، فبكل أسف حمص مستهدفة منذ قدوم عائلة الأسد إلى الحكم. • وسط هذه الصورة القاتمة، ما هي الخطوة التالية باعتقادك؟ • نحن سنبقى محافظين على الاستراتيجية التي ذكرتها وهي الدفاع عن المدنيين والمتظاهرين السلميين الذين خرجوا ضد الاستبداد والقهر لانتزاع حريتهم وكرامتهم المسلوبة منذ العام 1963. استراتيجتنا دفاعية بحتة وسنستمر بها ونقاتل إلى آخر لحظة، وكلنا ثقة وأمل أن ثورتنا ستنتصر لأنها ثورة مشروعة، لقد قررنا أن ننفض غبار الذل وبكل ما أوتينا من قوة قررنا العيش شرفاء، وننتزع لأبنائنا الحرية. قررنا أن نموت بالمطلق، لكن لن يبقى نظام الأسد نظام الحقد والطائفية. • ما حقيقة وجود عناصر غريبة تقاتل إلى جانب النظام، وهل لديكم وثائق تؤكد ذلك؟ • الدلائل موجودة وأكثر من مرة تم إلقاء القبض على عناصر إيرانية مع الجيش النظامي، والجيش النظامي لم يطلب الاحتياط. وقد أنهك هذا الجيش بفعل الانشاقاقات، وهذا النظام بات الآن يعتمد على الغرباء من عراقيين وبخاصة من اتباع المالكي ومقتدى الصدر إلى ايران وحزب الله، كل هؤلاء يشاركون في المعارك ضد الشعب السوري، وهم متواجدون على الأراضي السورية، ولهم مراكز في ميسلون والغوطة الشرقية وحمص و إدلب، هم متواجدون بقوة ويمارسون القتل والقمع بحق شعبنا. كما أن الأسلحة التي يستعملها الجيش النظامي بمجملها صيني وإيراني، المؤامرة واضحة وهم يخوضون حربا طائفية. • ما هو عديدكم كجيش سوري حر حاليا؟ وما هي آخر التنظيمات الحاصلة؟ • لقد تم مؤخرا تشكيل مجالس عسكرية على صعيد كافة المحافظات والقسم الأكبر منها بدأ بالعمل بشكل فعال وهو ما لاحظناه في إدلب وحلب وذلك بهدف ربط هذه الكتائب بالمؤسسة الأم وهي الجيش السوري الحر حتى يكون الضمانة للسلم الأهلي بعد سقوط النظام. العدد تجاوز الخمسين ألف منشق والانشقاقات مستمرة وبشكل يومي نستقبل ضباطا منشقين هنا في تركيا والأردن ولبنان وعلى الأرض في الداخل هناك النسبة الكبرى لأن الضباط السنة يصفهم النظام إما عملاء أو يجب تصفيتهم وهذا ما دفع الكثير من الضباط إلى الانشقاق قبل إلقاء القبض عليهم. نحن مستمرون بالتنظيم والنضال والدفاع عن أعراضنا والنصر لنا لأننا على حق. • ما هي الرسالة التي توجهها للضباط الذين مازالوا مع النظام السوري؟ • أقول للإخوة الضباط والعسكريين وكل الموظفين على مساحة الوطن السوري الحبيب لقد آن الأوان لتنتهي هذه المسألة، ويتخذوا قرارهم التاريخي العادل، قرارهم بالوقوف إلى جانب أهلهم وذويهم، فالاعراض التي تنتهك هي أعراضنا . أقول للضباط والعسكريين قفوا إلى جانب سورية الحرية والعدالة والمساواة وليس سورية الطائفية والقتل والتعذيب.