عشقها لمنطقة عسير وموروثها ولكل تفاصيل طبيعتها الخلابة، كان ملهمها للعمل في الإعلام المرئي، فقد تمنت أن تظهر ذلك الجمال والطبيعة على الشاشات البلورية، وكانت تتحسر لغياب هذا التراث والإرث الجميل عن وسائل الإعلام المرئية، ولكن كان لها ما أرادت. أم كلثوم الحكمي، مراسلة قناة الثقافية، أول امرأة جنوبية تعمل كمراسلة تلفزيونية، بدأت مشوارها الإعلامي كصحافية بعدد من الصحف المحلية ثم تنقلت بين القنوات السعودية لتستقر أخيرا في الثقافية. كانت بداية انطلاقتها كمراسلة تلفزيونية من محطة تلفزيون أبها في العام 1420ه/2000م، ومراسلة بالقناة الأولى لبرنامج «المملكة هذا الصباح»، تقدم تقاريرها من أبها، بعدها وعبر قناة الإخبارية عملت كأول مذيعة من الجنوب، تقدم النشرات الإخبارية، إلى جانب التغطيات المختلفة، ثم انتقلت لقناة الثقافية عام 1431ه، وما زالت تقدم إنتاجها الإبداعي من هناك. الحكمي أكدت أنها لم تعان عندما ولجت لمجال الإعلام، بالرغم من رفض المجتمع في ذلك الوقت لعمل المرأة، وأضافت: «لقد رحب بي مجتمع عسير، خاصة عندما بدأت في نقل موروثه الحضاري»، وتابعت: «كان الجميع يفتح لي منزله ويطلعونني على كل تفاصيل تراث المنطقة والكل كان فرحا بي، خصوصا النساء كبيرات السن، فعندما يشاهدنني في الأسواق الشعبية، يرحبن بي ويخبرنني أنهن شاهدن تقاريري وأنهن سعيدات بما أفعله». الحكمي تعشق الرسم والتصوير ولكن العمل الإعلامي أخذها بعيدا فاكتفت بعمل لقاءات تلفزيونية مع الفنانات التشكيليات. وتؤكد أم كلثوم أن دعم العائلة لها كان كبيرا جدا، خصوصا من جانب والدها الذي كان دائما ما يشجعها وهو الذي رافقها يوم تقدمت للعمل بالتلفزيون.