«لحظة الحقيقة ستحل في الخامس من مايو». اختار وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الاستراتيجية الفرنسية لا، بل الأوروبية والغربية جمعاء تجاه الأزمة السورية، ومبادرة المبعوث الدولي والعربي عنان. لقد وضع رئيس الدبلوماسية الفرنسية خط الوصول للسباق الذي يخوضه عنان ما بين دمشق والعواصم الداعمة لها من موسكو إلى طهران وبينهما بكين، هو خط وصول لتحرك أكثر المتفائلين به لا يرون فرصا كبيرة بالنجاح، فالكل مقتنع أن نظام بشار الأسد لا يملك القدرة ولا الرغبة على ولوج طريق الحل، فهو غير قادر على ذلك لأن ماكينة النظام اعتراها الصدأ، وغير قادرة على التكيف مع مفردات جديدة تبدأ من حقوق الإنسان وتمر بالحوار وتنتهي بإطلاق المعتقلين، ماكينة مفرداتها محدودة ولونها أحمر وأسود تحدث عن القتل والقمع والتهجير والذل والقصف والقنص، مفردات فعلها المعجمي اسم «الدماء». كما أن هذا النظام لا يمتلك الرغبة أيضا لأنه يدرك هو وحلفاؤه أن كل المسارات تؤدي إلى نتيجة واحدة هي «التغيير» هو تغيير حتمي بناء على إرادة الشعب السوري الذي قدم وما زال منذ ما يزيد على السنة التضحيات الكبيرة من أجل تحقيق هذه الإرادة. على خلفية كل هذا، فإن جوبيه أشار بقوة إلى قرار جديد عن مجلس الأمن تحت الفصل السابع، وهذه الإشارة تقرأ عبر مسارين، بداية أنها جاءت بعد استقباله ثلاث سيدات سوريات ناشطات في الحراك الشعبي السوري وهن (سهير الأتاسي ريما فليحان سمر يزبك) وعبرهن ترسم صورة المجتمع السوري بتنوعه الثقافي والديني، وسلمية ثورته وحراكها الشعبي وكأن بالوزير جوبيه يقول إن الفصل السابع هو خيار الشعب السوري، كما أن إشارة جوبيه للفصل السابع مجددا تأتي هذه المرة مع نجاح المبعوث الدولي والعربي كوفي عنان في توحيد مجلس الأمن نسبيا حول الأزمة السورية، توحيد لا يمكن عبره إلا قراءة التغيير الملموس في الموقف الصيني تجاه ما يحصل والتغيير البسيط الذي أصاب الموقف الروسي.