«أريد أن أنعم بحياة هانئة، وأن يكون لي كبقية المواطنات هوية وإثبات إضافة إلى سجل زوجي، الذي عقد نكاحه بي قبل ثلاثين عاماً، أولادي تسعة وبينهم المتزوجون، وأحوال عرعر تقول إنني تزوجت عندما كان عمري سنة». هكذا بدأت المواطنة شقحاء تحكي ل «عكاظ» معاناتها موضحة «قضى زوجي 28 عاماً، وهو يسعى لإضافتي في سجله المدني، لكنه دائما ما كان يواجه بالرفض رغم وجود صك عقد القران بي منذ العام 1405 ه، وحتى هذه اللحظة لا نعلم أسبابا واضحة تمنع إضافتي أو منحي الهوية». ضرورة التدخل من جهته، طالب زوج المواطنة وكيل وزارة الداخلية للأحوال المدنية، بالتدخل لإنهاء معاناته في إضافة زوجته إلى السجل المدني الخاص به، مؤكدا «تقدمت منذ زواجي من أم أولادي شقحاء بطلب إضافتها، ولكن انتظاري طال دون جدوى»، ويضيف: تفاجأت برد الأحوال المدنية في عرعر والذين ردوا على طلبي بأنني تزوجتها عندما كان عمرها سنة واحدة فقط!، رغم أن بحوزتي صكا شرعيا بطلب إثبات زوجة وأولاد صادرا من محكمة عرعر الكبرى في العام 1405ه ويفيد بأنني تزوجت بها وهي في عمر 24 عاما»، مشيرا إلى أنه أصبح رجلا كبيرا في السن ولا يمكنه التردد خلف ما أسماها «المتاهة» باستمرار على الأحوال المدنية «تعبت من كثرة المراجعة دون طائل، وزوجتي أصبحت وحيدة بعد وفاة شقيقها الوحيد منذ 5 سنوات في الوقت الذي صدر فيه صك حصر ورثة لشقيقها من محكمة عرعر الكبرى يؤكد أنها شقيقته الوحيدة». «عكاظ» السبب وأشار إلى أن «عكاظ» كانت سببا بعد الله في تعديل وضع أبنائه، وشرح ذلك قائلا «بعد أن قرأت موضوعا مشابها لأحد المواطنين من المدينةالمنورة، تقدمت بعدها للأحوال وتمت إضافة أبنائي فورا، ولكن والدتهم ظلت دون إضافة رغم وجود معاملة رسمية وصك زواج وإثبات هوية شقيقها يرحمه الله». 60 عاماً بلا هوية وعادت شقحاء إلى وصف حالها «أعاني الحزن المستمر جراء هذا الوضع، من عدم إضافتي لسجل زوجي وهويته»، مطالبة بضرورة تصحيح وضعها وإضافتها إلى زوجها لتتمتع بنفس الهوية الوطنية التي تستحقها، وبينت أنها تقترب من الستين عاما دون أن تتمتع بالهوية رغم عيشها مع زوجها وأبنائها السعوديين. لا تعليق من جهته، اعتذر مدير الأحوال المدنية في منطقة الحدود الشمالية إبراهيم الربيش عن التعليق على الموضوع، لكنه أشار على المواطن بمراجعة قسم الجنسية لمعرفة المطلوب منه، مؤكدا «أنا لا أملك الصلاحية على التعليق الذي هو من اختصاص العلاقات العامة في وكالة الوزارة للأحوال المدنية». وحاولت «عكاظ» الاتصال بإدارة العلاقات العامة في وكالة وزارة الداخلية للأحوال المدنية للاطلاع على حقيقة المشكلة، لكن أحدا في الإدارة لم يرد على الاتصالات، كما تم الاتصال لأكثر من مرة على المتحدث الرسمي في الوكالة محمد الجاسر ليومين متتاليين دون إجابة على هذه الاتصالات.