المسدس إنه هنا في غرفة المعيشة.. وتحت الوسادة وفي درج الطاولة التي أقعد أمامها كل مساء.. وهو بين جلدي وملابسي.. جهة قلبي هنا. أتحسسه بجنون عندما أفتقده.. وحينما أجده، وأضع يدي عليه.. أشعر بأنه يحس بدفء يدي عندما تربت عليه.. يعرف كثيرا عن مدى حاجتي إليه.. ويعرف كم هو ضروري الآن. لكن لا أعرف كيف أستخدمه جيدا.. ولم أتدرب على ذلك. ثم عندما تنتهي طلقاته.. من أين آتي بأخرى؟؟ وكم صندوقا سأحتاج ؟؟ وإلى من سأوجه فوهته فهم كثيرون ويظهرون كل يوم.. تتشقق عنهم الأرض. هاهم الآن يتقافزون في كل جهة من هنا. في حين أن الناس هنا يتحدثون عن سلام بصناعة غربية. لا أستطيع الثقة بأحد أبدا سوى بمسدسي. بصوته فهو الحقيقة الوحيدة حتى الآن. منيرة الأزيمع برتقالية والبرتقالة تحظى بتمجيد قاتلها: تلك الفاكهة مثل حبة الشمس تقشر.. باليد والفم، مبحوحة الطعم ثرثارة العطر سكرى بسائلها... لونها لا شبيه له غيرها، لونها صفة الشمس في نومها. محمود درويش صراخ الخيبة لا أحد يكترث لإبرة على الاسفلت، لا أحد يصف العتمة غير الذي عاشها، تماما كأن تعيش طوال عمرك مذهولا لرؤية مذنب تدرك يقينا أنك لن تراه مرة أخرى، في الأمس القريب لمحت مذنبات تجر بشرا، الدهشة لم تعترkي! كنت في الضوء وكانوا مثل الإبرة على اسفلت متهرئ، يصرخون على بعضهم لكنهم لا يسمعون. حسين الجفال