سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لا أمانع من التحالف مع العلمانيين وعلى الإسلاميين إنهاء الصراعات الأيديولوجية عكاظ ترصد التحول قبيل الانتخابات التشريعية .. نائب رئيس حركة مجتمع السلم:
توقع الدكتور عبدالرزاق مقري نائب رئيس حركة مجتمع السلم (حمس) وعضو ائتلاف الجزائر الخضراء أن الإسلاميين سيتصدرون الانتخابات الجزائرية المقبلة بنسبة 60 في المئة، مشيرا إلى أن ربيع الجزائر حدث مبكرا، في عام 88، أي قبل الربيع العربي وتويتر وفيسبوك. وحذر مقري في حوار أجرته «عكاظ» من استخدام الحركات الإسلامية للعباءة الدينية، موضحا أن ذلك ستكون له انعكاسات سلبية على المجتمع والدين والدولة. وأضاف أنه يجب أن تخرج الحركات الإسلامية عن الصدام الأيديولوجي وصراع الهوية فجميعنا مسلمون، موضحا أن حزبه لا يمانع في التحالف مع العلمانيين، مشيرا إلى أن الثورة السورية تشهد تآمرا دوليا، وأن دول الخليج الأعلى صوتا في إنقاذ الشعب السوري .. فإلى تفاصيل الحوار: • بصفتكم نائب رئيس حركة مجتمع السلم وهو حزب سياسي ذو مرجعية إسلامية يلاحظ عليكم اختلافكم مع خط الحزب لجهة مشاركته في الحكومة، ما رؤيتكم حول هذا التباين في الخط السياسي؟ • في الواقع أن أبجديات العمل السياسي؛ هي إما أن تكون في المعارضة في البرلمان ضمن أغلبية وتعارض برنامج عمل سياسي، وإما أن تكون لديك الأغلبية وتكون في السلطة، وإذا كان ضمن التحالف فالتحالفات تبنى على التقاء البرامج، مثلا عندما تدخل الأحزاب الانتخابات دون تحقيق الأغلبية لحزب معين، فتضطر الأحزاب إلى تشكيل ائتلاف، وبالتالي يجتمعون على تحديد برنامج سياسي، بمعنى لابد أن يتفق المتحالفون على برنامج عمل محدد. أما تحالفنا مع الحكومة كان في الواقع مرتبط بأزمة، وفي زمن الأزمات قد تلتقي الأحزاب ولو لم تكن من أسرة واحدة، بهدف إخراج الوطن من خطر ما، وعندما يكون الوطن في خطر فإن الجميع في أزمة. • عفوا، عن أي أزمة تتحدث تحديدا؟ • أقصد عندما دخلت الجزائر في صدام دموي كبير، فرض علينا توجهنا السياسي وضميرنا أن نلتقي مع الأحزاب التي تمثل السلطة، من أجل أن نتعاون على إخراج الجزائر من أزمتها، وهذا الأمر نجحنا فيه واستطعنا إخراج الجزائر من محنتها، وكنا سباقين فيه والآن، الوضع مختلف، فهذا التحالف إما أن يرتقي وفق شراكة حقيقية ووفق برامج واضحة، وإما أن يزول. • ما هي التحديات أو الأزمة التي تشهدها الجزائر حاليا؟ • الأزمة الموجودة هي أزمة تنمية اقتصادية، وأزمة حريات وديمقراطية، بمعنى أزمة اعتماد على النفط، ولم نستطع تحقيق قيمة مضافة، وهي أيضا أزمات العالم العربي بما في ذلك أزمة الفساد والتخلف، لذلك قررنا تغيير الواقع وأنشأنا تكتلا تحت مسمى الجزائر الخضراء لخوض الانتخابات، والذي سيفوز ، وإذا لم يفز أي حزب يكون التحالف على البرامج السياسية، والتغيير في الجزائر قادم ولكن ليس في هذه الانتخابات، هذه الانتخابات في الواقع ستؤدي إلى شيء ما، يدشن مرحلة جديدة. • ماذا تتوقعون لنتائج الانتخابات المقبلة، سيما بعد أن تكتل حزبكم مع حزب النهضة وحزب الإصلاح، وهي أحزاب مصنفة على التيار الإسلامي ؟ • إذا لم يكن هناك تزوير؛ فالمتوقع أن يفوز تكتل الجزائر الخضراء، الذي يضم الأحزاب الثلاثة، حزب حركة مجتمع السلم، وحزب النهضة، وحزب الإصلاح . • رئيس الوزراء أوضح لنا أن هناك مراقبين دوليين ومؤسسات حقوقية أجنبية، ستراقب الانتخابات ؟ • لا يمكن ل 300 مراقب أن يسيطروا على الآلاف من صناديق الاقتراع، ويستحيل ذلك، وهناك تكرار في تسجيل الأسماء وخروقات مبكرة، لجهة تسجيل أعداد كبيرة بشكل مجمل جماعي دون شطب و تسجيل مزدوج،وقد تكون محاولة لضمان عدد من المقاعد . • البعض أشار إلى أن التيار الإسلامي في الجزائر خسر بسبب مشاركاته في الحكومة، وتشتت التيار بين عشرات الأحزاب، كيف ترون فرص الفوز؟ • إذا أردنا تتبع المنطق؛ فعندما يكون الشعب في حالة سخط على حكومة معينة، فالتصرف الطبيعي هو البحث عن البديل، هذا هو المنطق، ولا يمكن القول إنه بسبب الشرعية التاريخية يبقى هذا الحزب مدى الحياة، فالذي عنده الأغلبية منذ خمسين عاما هو الحزب الذي يقود الحكومة حاليا. فمثلا؛ ديغول أنقذ شرف فرنسا لكنه بعدما استقلت خسر ديغول في الانتخابات، وكذلك تشرشل الذي قاد البريطانيين في الحرب العالمية الثانية وحقق الانتصار على المحور، خسر في الانتخابات، فإذا تركنا الأمور على طبيعتها فإن الشعب سيعاقب عبر صناديق الاقتراع من عجز عن تحقيق التنمية، ونحن نشعر بارتياح لهذا التكتل الإسلامي الذي أسسناه، وحسب الاستطلاعات فهو يتقدم كافة الأحزاب وبنسبة شعبية تصل إلى 60 في المئة للإسلاميين بمعنى الجزائر الخضراء هو الأولى في السباق الانتخابي. • هناك تشكيك في حال فوز الإسلاميين وطبيعة العلاقة التي ستكون بينهم داخل البرلمان، بعد الانشقاقات المتوالية بين الحركات الإسلامية؟ • لا أعتقد ذلك، بل بالعكس فداخل البرلمان سيكون تقاربنا أكبر، ونحن في حركة مجتمع السلم لا توجد لدينا مشكلة في التحالف مع العلمانيين أيضا، فنحن سباقون في التيار الإسلامي العالمي في هذا المجال، ولدينا تحكم في أدواته، فإذا نجحنا دون أغلبية كبيرة سنتحالف على البرامج مثل المغرب وتونس. • بصفتكم أحد قادة التيار الإسلامي في الجزائر؛ لكم طروحات حول تطوير واقع الحركات والأحزاب السياسية، هل وصلتم إلى رؤية واضحة حول ذلك؟ • نعم، أعتقد أنه من الأهمية بمكان أن تتحول الأحزاب الإسلامية إلى أحزاب عادية، ترفعها الصناديق وتخفضها الصناديق، فالحزب الذي يفوز في الانتخابات يجب أن يتحمل المسؤولية، وعندما يفشل يجب أن يعاقبه الجمهور سواء إسلاميا أو غير إسلامي. • ما ذا تقصد بتحويل الأحزاب الإسلامية إلى أحزاب عادية؟ • أنا أدعو إلى التمييز الوظيفي، والتفريق بين الوظيفة الدعوية والوظيفة الحزبية، فلا أرى الخلط بين العمل الدعوي والعمل الحزبي، الحزب حتى وإن كان إسلاميا واجبه ليس الدعوة، بل تقديم حلول وبرامج للمواطن، وأن يحقق التنمية والعدالة، والحرية هذا هو الحزب، إذن ما الفرق بينه وبين حزب آخر؟ فحتى لو كان حزبا اشتراكيا أو ليبراليا أو إسلاميا؛ فهو مطالب بتحقيق العدالة والتنمية، نعم خلفيتك إسلامية فهذا شأنك بينك وبين المواطنين، ولكن أنت مطالب بتحقيق الديمقراطية والتنمية والعدالة، فهذه قاعدة مشتركة بين كافة الأحزاب، بمعنى أن نخرج من الصدام الأيديولوجي وصراع الهوية فجميعنا مسلمون. • بعض النشطاء أو الحركات الإسلامية تتمترس خلف قدسية الشرعية، تجنبا للنقد؟ • هذا الزمن ولى، وليس في صالح الحركات الإسلامية التحصن بالعباءة الإسلامية، بل المعيار هو خدمة الناس عن طريق الدولة، وهذا الخلط غير مقبول، وليس في صالح الحركات أو البلد أو الدين، ولايفترض أن أصدقك لأن خلفيتك إسلامية وأصبح من أتباعك ، بل مدى قدرتك على تحقيق التنمية للوطن، هو الذي سيجعلني أصدقك وأيضا؛ لماذا أمنعك لأنك ليبرالي لديك برنامج عمل لخدمة المواطن، وأنا كذلك إذ كان لدي برنامج، فمن حقي أن أفوز، ومن حقك أيضا ، بعيدا عن الخلفيات، فليس من حقي كإسلامي أن أمنعك كليبرالي من العمل السياسي. • كيف تقيمون واقع الحركات الإسلامية في الجزائر حاليا، وهل هناك ربيع جزائري قادم؟ • ربيع الجزائر حدث مبكرا، في عام 88، أي قبل الربيع العربي وتويتر، وفيسبوك، الأمر الذي أدى إلى تغيير الدستور في 89، والسماح بتأسيس الأحزاب، وهو ما حدث في تونس ومصر، ولكن دون تغطيات إعلامية آنذاك وعندما فازت الجبهة الإسلامية للإنقاذ؛ تم استغلال الطرح المتشدد للجبهة، وألغيت الانتخابات، بعدها دخلنا دوامة عنف لمدة 16سنة، فتحملنا في حركة مجتمع السلم مسؤولية المواجهة الفكرية للعنف والإرهاب باسم الإسلام وواجهنا الجبهة الإسلامية للإنقاذ ولو أنهم مسلمون. وأحدثت المواجهة الفكرية خصومة بين الحركات الإسلامية، لكن الواجب الشرعي استوجب مواجهتهم فكريا وطرحنا مشروعنا البديل، وللأسف عندما دخلنا الانتخابات في عام 95 حدث تزوير، وأصبحنا بين نارين، بين تطرف الجبهة الإسلامية للإنقاذ والتزوير الانتخابي، أصبحنا في أزمة. • كيف ترون الأزمة الدامية في سورية، والتعامل معها؟ • هناك مؤامرة دولية على سورية، وهناك تشابك مصالح إقليمية ودولية، والمشروع العربي الفاعل حاليا من دول الخليج العربي، وهي الأعلى صوتا من غيرها تجاه سورية، أما تركيا فهي الأكثر حرجا في هذا الملف، فالحزب الحاكم في تركيا مشروعه اقتصادي ودخوله في مواجهة إيران أو حرب سيقوض مشروع الحزب، فالوضع معقد. • كيف ترون الثورات العربية؟ • الثورات العربية بحاجة إلى عشر سنوات لتحقيق النتائج المنشودة من الشعوب، وبعض الدول العربية عاشت ديكتاتورية لعشرات السنوات، فهناك شعوب ساخطة وعندما يسقط الحاكم تنتقل الديكتاتورية من الحاكم إلى الشعب الذي يريد أن يحل مشاكله خلال عام أو عامين، إنها مشكلة ثقافية، فالعالم العربي، لم يمارس الديمقراطية، لذلك عامل الوقت مهم في هذا الملف.