القرار الذي كان مخبأ في الأدراج منذ عام (1426ه) تاريخ صدوره ثم أعيد تفعيله بفضل الله ثم بفضل الرعاية الملكية الكريمة الراغبة في دحر الفساد من جذوره...هذا القرار القاضي... بالحد من الإسراف في سفر المسؤولين بالطائرات الخاصة والداعي إلى عدم استغلال المال العام في تنقلات المسؤولين هو – والله أعلم - القرار الذي حقق أعلى نسبة فرح عند السعوديين! السعوديون الذين يريدون ملامسة الإجراءات الفعلية في الواقع للحد من الهدر المالي.. وقد كان من اللافت للنظر أن تنفرد الخطوط السعودية في السوق المحلي لسنوات طويلة بلا منافس ثم يقال إنها لا تملك المال وليس لديها أرباح ولا عندها موارد وتعاني من الشح والتقتير وضعف المداخيل! سلمت يد أبي متعب فلولا قوتها لاستمر نهم بعض أصحاب المناصب للوجاهة والفشخرة من غير أن يدفعوا عليها قرشا واحدا !!! إنها ضربة ملك لا يهمه في الحق الراضي والزعلان ما دام الوطن بخير!! والمرجو أن يتبع هذا القرار الحكيم... قرار آخر يشبهه في القوة ويسير معه على نفس الاتجاه وأعني به قرار الحد من فوضى الانتدابات الخارجية والسفر إلى الخارج للدورات أو المشاركة في المؤتمرات! فقد حفلت هذه السفريات بالعجب العجاب! وكله على حساب الدولة الكريمة والمردود غير ملحوظ!! فبعض الوزارات تعطي الانتدابات والمشاركات الخارجية... للقريب والنسيب والحبيب كنوع من المكارم والمجاملات والترضيات.. ويسافر المنتدب ومعه الصحبة التي يريد! في إحدى الوزارات قامت المسؤولة بتوزيع الدورات والمشاركات الخارجية على فئة محددة هي نفسها التي تحظى بالترضية... وكلما شعرت أن إحداهن تململت وغضبت ورفعت صوتها تحتج..أعطتها الفرصة واستدعتها أنا رشحتك تروحين سفرة من السفرات! وهكذا تسافر المنتدبة ومعها من تريد حتى الشغالة!! فوضى استغلال الفرص لهدر المال العام... وتوسيع دائرة الصلاحيات في الانتدابات.. والمشاركات الخارجية وغياب الحس الوطني الرادع.. وكل ما يجري تحت مسميات الانتداب والمشاركات والدورات الخارجية يحتاج إلى نظام ضابط ووعي صارم يحمي المال الوطني. يا طويل العمر تكفى فإن هذا الوطن يتطلع إليك على الدوام.