هناك في عالم (تويتر) الرحب. يجب أن تتحكم في شهوة الكلام. قل ما تشاء في حدود (140) حرفا فقط. إنه يعلمك فن اقتصاد الكلمات، ويدربك على فن اختزال الحروف الذي يذكرك بأبيك الفلاح وهو يقلم ويشذب أغصان شجيرات العنب. يقال: (خير الكلام ما قل ودل). وفي الشعر العامي تجد من قال: ( ما قل دل وزبده الهرج نيشان .. والهرج يكفي صامله عن كثيرة ). هناك لا مجال للثرثرة. فأنت مجبر لا بطل في إيجاز القول. هناك في ذلك الفضاء الجميل، يتواجد الكل، بأسماء صريحة ومستعارة. هناك كل أشكال القول: العقلاني والمشاكس والغوغائي والذي يبحث عن الإثارة والردود والذي بلا نكهة. هنالك تجد صفوة الكتاب والمثقفين وحتى السياسيين. فتجد الغفير والوزير، والصعلوك والتاجر. تتواصل، تتحاور معهم بشكل مباشر. ذات مرة ألفيت هناك الأستاذ أحمد العرفج وهو كاتب مشاكس، يرى أن مداخلاته وتواجده هناك يمدانه بكثير من الأفكار لمقالاته. يقول في إحدى تغريداته: «البعض منا ليس لديه صرف صحي ولا يجد مياها ليشربها، ومع هذا يكتب عن مستقبل الرئاسة في مصر»! «ما أقبح القذف خارج رحم الأحداث». وهو كلام يدخل في باب المجاز. وهذا القول ربما ينطبق على كاتب هذه السطور وكتاب آخرين، الذين نادرا ما يكتبون في الشأن الخدمي. فقلت بإيجاز إجباري: «مستقبل الرئاسة في مصر له انعكاس على أوطان عربية وغير عربية والسعودية بكل تأكيد منها. الشأن الخدماتي له أهله والشأن الثقافي له ناسه». انتهى كلامه وكلامي. عموما أحب أن أفصل في هذا النقطة. فليس من المعقول أن يعالج كل الكتاب في عكاظ الشأن المحلي الخدمي، والكتاب فيهم اليومي وشبه اليومي والأسبوعي، والكتابة في هذه الأمور من اختصاص الصحفي غالبا. ثانيا مناقشة أمور مصر التي بمثابة القلب في الجسد العربي أراه مهما، خاصة ونحن نرى تيارات إسلاموية فازت في الانتخابات الأخيرة، وهي في طريقها للحكم، وتحلم بتحويل مصر إلى دولة دينية، وترغب بتكرار التجربة الإيرانية بالوجه الآخر في الضفة الغربية من الوطن. وهو ما سيكون له انعكاساته الإيجابية أو السلبية على الوضع العربي والدولي بشكل عام والخليجي على وجه التحديد. خاصة لما لهذه التيارات من عمق حزبي تغلغل أثناء عمل بعض كوادرها المطاردة في الستينات والسبعينات الميلادية في التعليم ووجود الملاذ الآمن آنذاك في بعض الدول الخليجية.