في كتابه «لحظات تويتر ألف تغريدة وتغريدة» الصادر حديثًا عن دار العين للنشر، يجمع الكاتب الصحفي ياسر ثابت تغريداته الإلكترونية التي كتبها على صفحته بموقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي. ويلفت ثابت في مقدمته للكتاب، إلا أن عالم تويتر جعل أي حكاية لا تتجاوز 140 كلمة، مشيرا إلى أن ربيع الثورات العربية فرض نفسه بقوة الآراء والأفكار السياسية على تغريداته بعد أن أطلقت تونس عصفور الحرية، وصنعت له مصر عشًا على امتداد ميدان التحرير، وبدأ ريشه ينمو في اليمن وليبيا وسوريا. ويقول ثابت في مقدمته للكتاب: في سفينة تويتر هناك من تحمله شهرته، وهناك من تحمله وظيفته، وهناك من لا يستطيع حمله سوى حرفه وفكره وخلقه، فأبحر مع الأحرار، مضيفا: أجمل ما في الكتابة على تويتر هو تحدى الإيجاز، لأن الكاتب هنا يختصر جملته، ويشذب زوائدها، ويلغي تكرارها، ويقلم موشاها ويضبط فصاحتها ويخفف أجراسها ويحكم مدلولها، ويضبط حجمها. ويشير ثابت إلى تقديره أن أول من أسس لفكرة «تويتر» هو الجاحظ، لأنه أول من دعا إلى الاختصار والاقتضاب، كشرط من شروط البلاغة، وربط الإيجاز بالقدرة الخطابية قائلا: والبلاغة إصابة المعنى والقصد إلى الحجة مع الإيجاز ومعرفة الفصل من الوصل. ويشير ثابت أيضا إلى أن هذا النوع من الكتابة يشبه ثقافة سرية مادتها الأولى التصنت على الأحياء، قائلا: فإذا كان كتاب الموتى المصري دليل على ضمير الفقيد وقراءة في عالم حقيقي ذي وجود ملموس، فإن كتاب تويتر يتصنت على الأحياء وينصب لهما شباكًا هم الذين نصبوها في العالم الافتراضي، لتصبح سطورهم في نهاية المطاف طعام الآلهة في معبد الأفكار. قسم ثابت «تويتات» الكتاب إلى ثلاثة أقسام، جعل أولها تحت عنوان «باب التباريح»، وجعل ثانيها بعنوان «باب السياسة» وجعل ثالثها تحت عنوان «باب اللعب».