.. الأستاذ جورج قرداحي علم بين رجال الإعلام ولذلك فإن أي معلومة يتحدث بها قد يأخذها العامة من الناس دون تمحيص لأنه في اعتقادهم إنما يتحدث عن علم بحكم ارتباطه بالبرامج المعلوماتية التي قدمها على امتداد سنوات من خلال القنوات التلفزيونية. لذا فإني وجدت ما أجاب به مقدمة برنامج «حديث المدينة» ليلة الجمعة الماضية 13/4/2012م عندما سألته المذيعة عن صحة خبر إسلامه من عدمه ؟ فكان وبكل أسف أن استغل جهل مقدمة البرامج «إسلاميا» وكذا غفلة أو جهل الحضور أيضا، فأكد أنه لا فرق بين مسيحي ومسلم!! ثم أخذ يسرد الآيات التاليات من سورة المائدة إلى الحد الذي يضلل به مستمعه وذلك على النحو التالي: (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا، إلى قوله تعالى : (ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين). وبتوقفه هنا يشعر المستمع أن لا فرق في الأمر سواء أكان الإنسان مسلما أو مسيحيا فهو مؤمن على حد تعبيره، في الوقت الذي لو أتم قراءة الآيات المتممة لما قرأ، لظهرت الحقيقة أنه لم ينطق بالحق إذ تقول الآيات التي نطق بها النصارى: (وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين، فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين). وقد جاء في تفسير الإمام الطبري: أن هذه الآيات نزلت في نفر من نصارى الحبشة قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما سمعوا القرآن أسلموا واتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل نزلت في النجاشي ملك الحبشة وأصحاب له أسلموا معه، وفي رواية: بعث النجاشي وفدا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليهم القرآن فأسلموا فرجعوا إليه فأسلم ولم يزل مسلما حتى مات.. ثم ذكر (الطبري) إرسال مشركي قريش وفدا إلى النجاشي ليسلمهم المهاجرين في الهجرة الأولى للحبشة، فلما علم صلى الله عليه وسلم بوفدهم بعث إلى النجاشي وفدا برسالة فجمع النجاشي الوفدين واستمع لهما، فلما قرأ جعفر بن أبي طالب القرآن وكان في مجلس النجاشي قسس ورهبان فانحدرت عيونهم بالدمع مما عرفوا من الحق .. وفي قوله تعالى (ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى).. أن أناسا من أهل الكتاب كانوا على شريعة الحق بما جاء به عيسى عليه السلام يؤمنون به وينتهون إليه، فلما بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم صدقوا به وآمنوا وعرفوا الذي جاء به أنه الحق، فأثنى عليهم بما تسمعون.. وهكذا فإن الحق لما امتدحهم ليس لكونهم نصارى وإنما لأنهم آمنوا بما سمعوا فأصبحوا مسلمين كما سنوضح ذلك غدا. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة