اعتبرت دول مجلس التعاون الخليجي زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لجزيرة (أبو موسى) عملا استفزازيا وانتهاكا صارخا لسيادة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث وتتناقض مع سياسة حسن الجوار، مؤكدة أن الاعتداء على السيادة والتدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة من دول المجلس يعد تدخلا واعتداء على دوله كافة. وأكدت في بيان صدر في ختام الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية برئاسة سمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري في الدوحة أمس، تضامنها الكامل وتأييدها لكل الخطوات التي تتخذها الاماراتالمتحدة من أجل استعادة حقوقها وسيادتها على جزرها المحتلة. وطالبت الجانب الإيراني بإنهاء احتلاله لهذه الجزر والاستجابة إلى دعوة الإمارات لإيجاد حل سلمي وعادل عن طريق المفاوضات الثنائية أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية. وشددت مجددا على مواقفها الثابتة المتمثلة في دعم دول المجلس المطلق للسيادة التامة للإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث المحتلة (ابوموسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى) وعلى المياه الإقليمية والإقليم الجوي والجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة للجزر الثلاث باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الإمارات العربية المتحدة. واستنكرت الزيارة التي قام بها نجاد لجزيرة (أبو موسى) الأربعاء الماضي، لافتة الى أنها تتناقض مع سياسة حسن الجوار التي تنتهجها دول المجلس في التعامل مع إيران ومع المساعي السلمية التي دأبت دول المجلس في الدعوة إليها لحل قضية احتلال الجزر الثلاث. وأكدت أن هذه الزيارة لا تغير شيئا من الحقائق التاريخية والقانونية التي تجمع على تأكيد سيادة الإمارات العربية المتحدة على هذه الجزر. واشارت إلى أن دولة الإمارات التزمت بالاتفاق الذي تم بين البلدين من أجل بذل جهود مشتركة للتهدئة والتوصل إلى اتفاق لإيجاد حل سلمي وعادل يساعد على إرساء الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي، لافتة الانتباه إلى أن الطرفين اتفقا على عقد مباحثات ثنائية حول الجزر الثلاث وقد سمى كل منهما رئيس الوفد المفاوض. وشددت على أن تعزيز العلاقات بين دول المنطقة يجب أن ترتكز على الاحترام المتبادل لسيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وعلى الخطاب المتزن والتناول الصادق والجاد للقضايا المشتركة حيث تمثل هذه المبادئ الأسس الصحيحة لعلاقات راسخة بين الدول والشعوب وتجنب تداعيات عدم الاستقرار في هذه المنطقة المهمة من العالم على الأمن والسلم الدوليين.