تعقد اللجنة الوزارية العربية المعنية بالشأن السوري اجتماعا في العاصمة القطرية الدوحة اليوم بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي والمبعوث الأممي العربي المشترك كوفي عنان ونائبه ناصر القدوة اللذين سيستعرضان أمام الاجتماع آخر تطورات الأوضاع ونتائج الاتصالات مع الحكومة السورية ومهمة المراقبين الدوليين، في حين اعتبر عدد من وزراء الخارجية العرب في تصريحات ل«عكاظ» أن مهمة عنان تعتبر الفرصة الأخيرة للحيلولة دون التدخل العسكري. وألمحت واشنطن الى احتمال إعادة النظر في مهمة المراقبين في حال مواصلة نظام الأسد أعمال العنف.. واعترف العربي في تصريح أدلى به قبيل مغادرته القاهرة متوجها إلى الدوحة أمس بالعجز قائلا: «لا توجد حلول جذرية لأي شيء في العالم، بل هي حلول نسعى من خلالها إلى تحقيق شيء يؤدي إلى الهدوء في سورية وتحقيق تطلعات ومصالح الشعب السوري في المستقبل». بيد أن عددا من وزراء الخارجية العرب أكدوا في تصريحات ل «عكاظ» على أهمية اجتماع الدوحة مطالبين دمشق بتنفيذ خطة عنان دون تسويف. وقال وزير الخارجية التونسي رفيق عبدالسلام إن الاجتماع سيناقش كافة البدائل والأفكار العربية. ووصف مهمة المراقبين الدوليين بأنها مهمة لكشف حقيقة ما يجري على الأرض السورية من قمع وقتل للشعب السوري. وأضاف: إن على نظام الأسد أن يدرك أن مهمة عنان تمثل فرصة أخيرة لإيجاد مخرج من الأزمة في نطاقها العربي وللحيلولة دون تدخل عسكري غربي. وفي سياق متصل دعا وزير الخارجية المصري محمد عمرو دمشق إلى التعاون الكامل مع مهمة عنان وتنفيذ قرار مجلس الأمن، معتبرا أن تنفيذ القرار والتجاوب مع خطة عنان من شأنه أن يوفر فرصة مواتية ربما لن تتكرر لإيجاد حل للأزمة. بينما قال وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي: إن بلاده حثت دمشق على ضرورة الالتزام بخطة عنان والقرار الصادر عن مجلس الأمن باعتبارهما يمثلان فرصة جيدة لاستمرار العمل في إطار التسوية السياسية التي تعد طوق النجاة لسورية. وقال الشيخ حمد بن خليفة أمير قطر في مؤتمر صحافي في روما أمس إن فرص نجاح خطة عنان لا تتجاوز 3% ، مؤكدا أن الشعب السوري لا يلزمه دعم بالسبل السلمية، بل بالأسلحة. إلى ذلك بدأ فريق المراقبين الدوليين أمس مهمته في سورية للتحقق من وقف إطلاق النار الذي بدأ تطبيقه الخميس الماضي ويشهد سلسلة خروقات يومية. وقال العقيد المغربي أحمد حميش رئيس الفريق الطليعي للمراقبين في تصريحات للصحافيين عقب لقائه مسؤولين سوريين في دمشق أن المراقبين سينظمون أنفسهم ليكونوا مستعدين للقيام بمهمتهم في أقرب وقت ممكن. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن النظام السوري في مؤتمر صحافي في بروكسل أمس: إن على السلطات السورية إبداء أكبر قدر من ضبط النفس. ومن جهتها تحدثت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس في تصريح صحافي أمس عن استمرار أعمال العنف في سورية ومواصلة قوات النظام قصفها لمدينة حمص، وقالت: إن هذا غير مقبول على الإطلاق ويتعارض مع الالتزامات التي تعهدت بها دمشق. وتابعت: في حال تواصل هذا العنف ولم يصمد وقف إطلاق النار سيؤدي ذلك إلى إعادة النظر في مبررات إرسال بعثة مراقبة كاملة. ميدانيا شهد وقف إطلاق النار أمس خروقات عدة، أبرزها استئناف القصف من جانب قوات النظام على أحياء حمص القديمة، وإطلاق النار على تظاهرات، مما أسفر عن سقوط 45 قتيلا وعشرات الجرحى أمس.