قال وزير العمل في تصريح نشرته صحيفة الحياة : «لدينا أكثر من مليون باحث عن العمل في حافز، 85 % منهم نساء، ما يعني أن عدد الرجال العاطلين 200 ألف فقط»، لكن معاليه نسي أن «حافز» استثنى كل الرجال والنساء الذين تزيد أعمارهم على 35 عاما من التسجيل، وبالتالي فال «فقط» التي أشار إليها غير دقيقة!. ولو كان عدد العاطلين عن العمل لا يتجاوز 200 ألف رجل مع وجود أكثر من 7 ملايين وظيفة يشغلها الأجانب لكان حل مشكلة البطالة في المملكة أسهل من أن يتحول إلى قضية مؤرقة، لكن المسألة ليست كذلك، فعدد العاطلين عن العمل يتجاوز أرقام الوزير والحلول ما زالت سطحية وبعيدة عن الجذور!. المشكلة التي يعاني منها المواطن العاطل ليست مشكلة وظائف وحسب، بل ومشكلات أجور وحقوق وبيئة عمل محفزة، وهذه مشكلة يساهم في صناعتها بعض القطاع الخاص، الذي ما زال أسير ثقافة العمل التجاري الأحادي الجانب، الساعي لتحقيق أقصى مردود ربحي دون مقابل مجز لمن يسهمون في تحقيق هذه الربحية!. إنني أقدر الجهود التي تبذلها وزارة العمل والحراك الذي يسعى لتحقيقه وزير العمل من خلال البرامج التي يطلقها، لكنني أخشى أن تتوه هذه الجهود بين الواقع والخيال، كما تهنى نحن بين مسميات حافز ونطاقات ولقاءات وطاقات!.