في «عكاظ» العدد (3938) الصادر يوم الخميس 29 مارس 2012 م كتب الدكتور غازي عبداللطيف جمجوم مقالا هاما تحت عنوان (كان رحمه الله يدخن بشراهة) ذكر فيه أن آخر عزاء ذهب إليه كان يخص أحد أرحامه وكان الفقيد قرب منتصف الخمسينات من العمر وعرف أن وفاته كانت نتيجة الإصابة بسرطان الرئة، وأضاف أنه لفت انتباهه أن أصدقاء الفقيد وزملاءه منذ أيام الدراسة ممن كانوا يتحدثون بحسرة واندهاش من وفاته السريعة والمفاجئة كانوا يكررون جملة «كان يدخن بشراهة». ومع رضاء الجميع بقضاء الله وأن لكل أجل كتابا، كان هناك إجماع واضح على ربط الوفاة بالتدخين الشره. وأشار الدكتور جمجوم إلى أن الطب أثبت بما لا يدع مجالا للشك تسبب التدخين في كثير من الأمراض مثل أمراض القلب والشرايين وأمراض الرئة وسرطان الرئة وغيرها، إلا أن الغالبية من المدخنين بل حتى من عامة الناس لا يتوقعون حدوث هذه الأمراض إلا في عمر متقدم، مثلا بعد السبعين من العمر. وختم مقاله بقول فيه الكثير من الحكمة عندما أكد أن الوفاة المبكرة لأي شخص أمر محزن، وقد لا يستسيغ البعض ربطها بأي سبب معين مثل التدخين أو غيره من الأشياء التي أثبتت الدراسات العلمية الموثقة خطرها، ولكن الصدمة التي تنتج عند وفاة قريب أو عزيز يجب أن تنبهنا بأننا لسنا بمنأى عن الإحصاءات التي تظهرها هذه الدراسات، ومما يؤكد هذا الرأي ويزيده وضوحا ما كشف عنه العديد من الاستشاريين السعوديين مؤخرا عن ارتفاع الوفيات بأمراض القلب وتنامي الإصابة بالذبحات الصدرية في مراحل سنية لم تكن تسجل هذه الحالات فيها، حيث سجلت حالات ذبحات صدرية لشبان تقل أعمارهم عن ال 30 سنة وبشكل مرتفع، في حين أن هذه الحالات كانت تسجل قبل 25 سنة في مراحل سنية متقدمة وكانت تسجل هذه الحالات في النساء بعد سن 45 سنة في حين كانت تسجل لدى الرجال في سن 55 سنة. وأرجع معظم الاستشاريين هذه الحالة إلى تفشي ظاهرة التدخين سواء كان إيجابيا أو سلبيا بين الشباب والشابات.