قرأ أحد الإخوة مقالي عن أصحاب الدكتوراه الفالصو الذين يحصلون على اللقب الأكاديمي بطرائق شتى ليس من بينها طريق واحد يؤدي إلى العلم والمعرفة، فعلق على مقالي بقوله: لقد نسيت ما هو أدهى وأمر! فلئن كان الساعون إلى الحصول على درجة الدكتوراه الفالصو وهدفهم من ذلك السعي للحصول على وجاهة اجتماعية وتكملة نقص يشعرون به، فإنه يوجد حول الجامعات والكليات الجامعية «دكاكين» يديرها وافدون يقومون بكتابة البحوث للطلاب والطالبات حسب المقاس والطلب مقابل حفنة من الريالات، فإذا جاءهم الطالب الجامعي الكسول الذي أخذ على نفسه عهدا منذ قبوله في القسم أو الكلية أن يمارس الكسل والاتكالية بكل أنواعها الثابتة والمنقولة، وبالذات في مجال البحث العلمي وجد ضالته في دكاكين كتابة البحوث التي تقدم له مطبوعة مزركشة أنيقة وعليها اسمه الرباعي ليقدمها إلى أستاذه في القسم أو الكلية ويأخذ عليها الدرجة المخصصة لمثل هذا النشاط العلمي وربما دون أن يكلف نفسه بقراءة البحث فيكون مثل الذي يحمل أسفارا بعد أن يتناول إفطارا ويشرب ماء مدرارا !.. ولا شك في أن هذه المسألة إن تأكد وجودها ذات أضرار بالغة على مستوى الخريجين والخريجات وعلى مستقبلهم العلمي والعملي لأن من شب على شيء شاب عليه فيكون المستوى العلمي ضعيفا والأداء العملي متدنيا « وحالتهم حالة وعيشتهم نحالة » ، ولو تسنى لواحد منهم إكمال دراسته العليا في الداخل فإنه سوف يواصل دوره الوطني في شراء بحوث الماجستير والدكتوراه «حتى آخر قطرة» ، فإذا ما جاء موعد المناقشة جلس كالديك الصغير أو المتوسط، ليصدر قرار اللجنة بمنحه اللقب مع مرتبة الشرف أو القرف وعندها لن يستطيع كائنا من كان الغمز أو اللمز من اللقب الأكاديمي لأنه ممنوح من جامعة سعودية الأصل والمنشأ والولادة، وليس من المستبعد أن يطبق المنهج نفسه على بحوث الترقية من أستاذ مساعد إلى مشارك إلى أستاذ كرسي أكبر حجما من «التكسي» !. فيما يتحسر بعض الذين أفنوا سنوات عمرهم في التحصيل وطلب العلم والبحث والسهر حتى حصلوا على الشهادات الجامعية والعليا لأنهم لم يريحوا أنفسهم ولم يفعلوا مثل غيرهم ما دام أنه ينطبق على الجميع المثل الشعبي القائل: كل مدردم عند العرب باذنجان !؟.