في بداية موضة الحصول على لقب الدكتوراه الذي تمنحه لطالبيه جامعات مجهولة الهوية أو غير معترف بها أكاديميا أو عن طريق شقق وربما دكاكين تمنح المتعطش للقب الدرجة العلمية عن طريق المراسلة، قد يكون في بعض الأسر ثلاثة وأربعة دكاترة، دون أن يتجاوز بعضهم المرحلة الجامعية!، في بداية الموضة سخر المجتمع من هذه النوعية المتكالبة على حمل «الدال» وصار بعض أفراده إذا قابلوا واحداً منهم قالوا له: كيف حالك يا دكتور بلا... «دك» وقد يفهم المعنى وقد لا يفهم فيرد عليهم قائلا: طيب.. أشكر لكم سؤالكم عني! ولكن مع مرور الأيام والأعوام وجد المجتمع نفسه يتعامل مع حملة الدكتوراه «الفالصو» على أنهم فعلا لا قولا دكاترة فأصبح يقدم اسم كل واحد منهم بلقب دكتور عند مناداته أو مخاطبته كتابياً أو محادثته هاتفياً وأخذت وسائل الإعلام وفي مقدمتها الصحف تنشر أخبارهم ضمن زواياها وأخبارها الاجتماعية مقدمة لقب الدكتوراه واضعة حرف الدال شرحاً لصورهم البهية وطلعتهم النقية فازدادت ثقتهم بأنفسهم لأن المجتمع لم يعد يسخر منهم بل أصبح يعترف بهم أكثر مما يعترف بالحملة الحقيقيين لدرجة الدكتوراه الذين قد يتذكر الواحد منهم سنوات الجد والتحصيل والسهر والمثابرة لنيل الدرجة الأكاديمية حتى يقول ضعيف النفس منهم: لو استقبلت من أمري ما استدبرت لفعلت مثلما فعل الدكاترة الفالصو ووفرت عن عمري سنوات طويلة ما دام أن الحصول على اللقب الفالصو لا يحتاج إلا لمبلغ بسيط من الدولارات تدفع لمعد الرسالة فيقوم «باللازم» ويرسلها مختومة بأكثر من ختم لزيادة الثقة في أن الدرجة العلمية صحيحة لا غبار عليها، لتنشر الصحف بعد ذلك أخبار حصول «أبي جلمبو» على الدكتوراه، أما مسألة أن تعادل الشهادة أو لا تعادل أو تعترف بها وزارة التعليم العالي أو لا تعترف فهذا شيء غير مهم بالنسبة للأخ أبي جلمبو لأنه لم يسع للدال الفالصو من أجل الوظيفة وإنما من أجل الوجاهة وقد رأى من سبقوه يحظون بها ففعل مثلهم تاركا الساخرين وراء ظهره متهماً إياهم بالحسد والغيرة والعجز والكسل والفشل! للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة