تحققت فرص الفوز للمرشح الجمهوري ميت رومني بانسحاب المنافس ريك سانتوروم من الانتخابات الأمريكية، فهل يفوز بالرئاسة القادمة؟ وهو الذي ظل حاكما لولاية ماساسوسيش لمدة أربع سنوات ما بين 2003 و 2007م، بينما والده كان حاكما لولاية ميتشيغان وسعى للرئاسة منذ عدة سنوات لكنه فشل، فما هي فرص الفوز بالرئاسة ؟ وما هي نتائجها؟ لم يكن لرومني أن يفوز لو أنه خاض الانتخابات قبل 11 سبتمبر، لأن انتماءه إلى طائفة المورمون سوف يحول دون ذلك، لأن الرئاسة كانت حكرا على البروتستانت ولم يكسر هذا الاحتكار إلا الرئيس جون كندي الذي كان كاثوليكيا. فأحداث 11 سبتمبر غيرت كثيرا من المفاهيم داخل الولاياتالمتحدة، فقد جاءت بالرئيس الحالي أوباما من أصول أفريقية، لأن الوحدة الوطنية أصبحت ملحة بعد تلك الأحداث، لكن فرص الفوز قد تأتي برومني إلى البيت الأبيض، لأن علاقته الحميمة مع نتانياهو وثيقة للغاية رغم التناقضات بين اليهود والمورمون. فوصول رومني إلى الرئاسة سوف يعطي نتانياهو موضع قدم في البيت الأبيض، كما يقول (مارتن أنديك) سفير الولاياتالمتحدة لدى إسرائيل خلال عهد الرئيس كلينتون. لقد بدأ اللقاء بينهما منذ أكثر من ستة وثلاثين عاما على مائدة الطعام في مدينة بوسطن، عندما اختير للانضمام إلى كلية إدارة الأعمال، فالتحق رومني بجامعة هارفارد ،وانضم نتانياهو إلى ماشاشوستس للتكنولوجيا ، لكنهما تزاملا بعد التخرج (بشركة بوسطن للاستشارات) حيث عملا فيها لمدة سنتين تنافسا خلالهما وتركا انطباعا مؤثرا على بعضهما.فقد كان رومني الموظف المفضل لدى مؤسس الشركة (بروس هندرسون) الذي أسسها عام 1963م، فسطع نجمه في تلك الأيام، أما نتانياهو فقد كان لا يمل من محاولة لفت الأنظار إليه خلال الاجتماعات الدورية التي كانت تعقدها الشركة كل اثنين من كل أسبوع. لقد ظل الرجلان طوال السنوات التالية على اتصال واستشارة أحدهما للآخر، واليوم يخالفان أوباما ويتفقان على ضرورة إيقاف الملف النووي الإيراني بالقوة، لكن الأمر يصبح مرهونا بوجهة نظر (مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي ) وليس برغبة (مجموعة بوسطن التجارية) التي تنشر مكاتبها في 42 دولة من دول العالم.